المدى.. والمتنبيمنذ اللحظة الاولى بعد الكارثة الثقافية المدوية في شارع المتنبي، نهضت المدى بمسؤوليتها تجاه هذا الارث الثقافي.. فبعد اسبوع من هذا الحدث ووسط الركام ورماد الحرائق وبغية اعادة الحياة الذي هجره مرثاويه، نظمت المدى نهارا ثقافيا حضرته السيدة الاولى هيرو ابراهيم احمد تضمن فعاليات فنية وثقافية وثقافية تليق باهمية الشارع الثقافية.. وفتحت ابواب دارها للنشر بخصومات كبيرة لاصحاب المكتبات بيستعيدوا مزاولة نشاطهم البخاري.. مثلنا اسهمت في اعانات مالية لمتضرري الانفجار. وافتتح (بيت المدى الثقافي) ليباشر نشاطه الثقافي والفني من اجل ان تدب الحياة في (المتنبي)
كانت بعضاً من بلسمتوهمت العقول الملثمة أنها عندما زرعت الموت في قلب المتنبي الشارع قبل خمسة أعوام أصابت رئة الثقافة العراقية مقتلا. لكنها تناست ان الحبل السري لها يمتد الى حيث الأبجديات الأولى، إلى جذور تضرب في رحم الارض بعيدا.يتربص الغدر مرة في (المتنبي) الشاعر فيصرخ (أنا الثريا)، وبعد ألف عام صرخ احفاده نحن الثريا.بعد الفجيعة استنفر عشاقه الحالمون، لم يعقهم الموت عن تقليدهم الاسبوع في اللقاء في حضرة الشارع، ازاحوا الركام بحثا عن بقايا اوراق لم تنل منها نيران الموت.. واعتلى صاغة الكلمات جثة من حديد، ليتلوا ما تيسر من عذب الكلام، لا رثاء بل عهد على البقاء.بعد الفجيعة كان لـ(المدى) دور في ان تنهض من بين رماد الشارع عنقاء الثقافة، وتلك رسالتها اصلا.. بلسمت جراح من كانوا في الاتون.. ولم تكتف بل حملت نهارها ليحط في قلب الشارع، عرضا مسرحيا، وأغاني، واحتفاء بعودة الحياة.. وشرعت أبواب بيتها المنتصب على بعد أمتار من حرائق الموت.كانت (المدى) بعض بلسم للشارع، لأهله، لرواده.. المتنبي بعد الكارثة، هو ليس قبله، ضاج بالحياة سعيد بوفاء محبيه، وسيبقى.عـــــــلاء المفرجــي
في الذكرى الخامسة لتفجير المتنبي..من رماد الشارع نهضت عنقاء الثقافة العراقية
نشر في: 4 مارس, 2012: 07:16 م