يوسف فعلمازالت كرتنا تهوى ركوب قارب الهواة لعبور بحر الاحتراف الهائج وتخشى الغرق برغم ان اغلب الدول المجاورة استطاعت اجتيازه بسهولة باغماضة عين بسبب تسلحهم بشجاعة القرار وقوة التنفيذ من خلال اقامتهم دوري المحترفين منذ مواسم عدة من دون مشاكل فنية او ادارية او مادية ،
وتخلف كرتنا عن اللحاق بقطار الاحتراف السريع يعود الى ان اتحاد الكرة لا يفكر مطلقاً بمحاكاة نجاحات الاخرين و استلهام الدروس والعبر والاسراع باطلاق دوري المحترفين في الموسم المقبل لتعذره بشتى الوسائل المشروعة وغيرها التي توهمه بصحة قراره وعدم تطبيق تلك التجربة الناجحة بالرغم من تأكيد الاتحاد الآسيوي بضرورة جعل موسم 2012/2013 محطة الانطلاق الى ميدان الاحتراف وخلع رداء الهواة.واستند الاتحاد القاري بمشروعه الريادي نحو طرق ابواب الاحتراف الى التأخر الكبير الذي اصاب الكرة الآسيوية قياساً الى التطور المذهل للكرتين الاوروربية والامريكية الجنوبية التي طبقت الاحتراف منذ سنوات طوال التي قطفت ثماره اليانعة ، لكن كرتنا بقيت اسيرة القرارات الروتينية وتدار بعقيلة الهواة ما جعلها تسير على خط متأرجح غير مستقر لتخبطها في اتخاذ قرار الاحتراف في الوقت المناسب و سيؤدي بها الى السقوط في فخ الازمات. وطَرق عالم الاحتراف مسألة بحاجة الى اعادة نظر وجدولة في الحسابات المستقبلية لابعاد الخطر عن ملاعبنا ، وهي محاولة تستحق المغامرة لانها تهدف الى النهوض بواقع اللعبة والارتقاء بها الى مديات اوسع بواسطة الاستماع الى وجهات النظر المختلفة للوصول الى الحالة المقبولة لتطبيق التجربة بنجاح من دون صعوبات.والمهمة المقبلة تحتاج الى شجاعة القرار والابتعاد عن المؤثرات الاخرى التي قد تثلم سرعة اتخاذه لان هناك العديد من الاندية المعروفة لا تمتلك مقومات المشاركة في دوري المحترفين من النواحي الفنية والادارية والمادية وبعضها متعلق بخيط رفيع مع الوزارات او المؤسسات الحكومية التي تنتمي اليها وتضخها بالاموال اللازمة لانعاشها وادامة الحياة في اوردتها لان منح وزارة الشباب والرياضة لا تكفي عقد لاعب واحد ، و تطبيق الاحتراف ليست عملية سهلة، وسيدخل المنادون بتطبيقها من اعضاء اتحاد الكرة معركة شرسة تتطلب التخلي عن المجاملات و الضغوط السياسية والاجتماعية عند اختيار الفرق التي يحق لها المشاركة بدوري المحترفين بابعاد الاندية التي لاتستطيع تطبيق شروط وضوابط الاحتراف الحازمة من اللعب في الدوري بغض النظر عن شعبيتها لان ما يطبق حالياً هو ظل الاحتراف الذي لم تجن منه كرتنا خيراً ، واسهم بشكل واضح في تدني المستوى الفني لاغلب فرق النخبة لانه احتراف بني على اسس من الرمال .ووفق تلك التصورات على اتحاد الكرة العمل بموضوعية من دون تسرع لاعداد قرار تطبيق دوري المحترفين في الموسم المقبل على ان يطبخ القرار على نار هادئة يدفع بعجلة كرتنا الى الامام ويسهم في الارتقاء بمستوياتها الى مصاف الدول المتطورة، وهذا يتطلب جهوداً حثيثة وافكاراً متفتحة تبدأ من اللجنة الرياضية في مجلس النواب ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد الكرة، لان القضية مهمة وتمس مشاعر العديد من ابناء شعبنا الذين يعشقون الكرة حد النخاع ومن حقهم الاستمتاع بمشاهدة مباريات حافلة بالاثارة والندية في دوري المحترفين المقبل.
نبض الصراحة: مغامرة الاحتراف
نشر في: 4 مارس, 2012: 07:22 م