ديالى /المدىأجمعت الأوساط الرسمية المسؤولة عن القطاع الزراعي في ديالى أمس الأحد على أن مشكلة  نقص الوقود والكهرباء تهدد الخطط الزراعية وفرص الاستفادة من المبادرة الزراعية وتقويض نجاحها في تحقيق مكاسب اقتصادية ومعيشية للمزارعين وللأهالي في المحافظة.وقال مدير ناحية العظيم عبد الجبار العبيدي بحسب(اكانيوز):إن قلة تجهيز الكهرباء ونقص الوقود أصاب الخطط الزراعية المقررة بالإخفاقات الكثيرة، واثر سلبا في كمية المنتج الزراعي، مؤكدا أن معاناة الفلاحين تتفاقم في ظل مشاكل الوقود والكهرباء ورداءة الأسمدة والمبيدات الزراعية التي توزع للفلاحين .
وأضاف العبيدي : أن ناحية العظيم تحتل المراتب الأولى في زراعة المحاصيل الصيفية والشتوية، معللاً تردي وانهيار الزراعة الديمية بسبب قلة الأمطار والدعم الحكومي، مطالبا في الوقت نفسه بإيجاد حلول جذرية لمشاكل القطاع الزراعي لتجنب انهياره من جديد .وبين رئيس المجلس المحلي لناحية قزانية مازن الخزاعي أن مشكلة الكهرباء عامة في جميع الجوانب وليس القطاع الزراعي فحسب، مؤكدا ان الخطة الشتوية خلال موسم الاستزراع تأثرت بشكل كبير بسبب مشكلة الكهرباء والوقود.وقال الخزاعي لـ(اكانيوز) إن توزيع الوقود على المزارعين بأسعار مدعومة لم يسعف الخطط الزراعية وخاصة الشتوية التي تشهد تراجعا واضحا في معدلات انتاج  محاصيل القمح والشعير مقارنة بالموسم السابق .ويحذر المزارع (قيس العزاوي 54 عاما ) من انهيار القطاع الزراعي وتجريف جزء كبير من الأراضي الزراعية بسبب غياب الحلول الجذرية والواقعية لمشاكل الكهرباء والفساد المستشري في عمليات توزيع الوقود من قبل بعض أصحاب المحطات الأهلية والحكومية .وتابع قائلا : إن اغلب الفلاحين يسعون وراء القروض الزراعية لتحقيق مكاسب أخرى بعيدة عن المبادرة الزراعية، خوفا من فشل المشاريع ولتقليل الخسائر المادية قدر المستطاع .أما المزارع  (محمد الأسدي 44 عاما) فيؤكد أن المبادرة الزراعية  كفيلة بنهوض الواقع الزراعي في ديالى وتحقيق مكاسب اقتصادية للمواطن والفلاح، إلا أن مشاكل نقص الوقود والكهرباء أفسدت جميع الجوانب الايجابية  فيها، داعيا إلى تشكيل لجان رقابية تشرف على توزيع الوقود للمزارعين ويتم تجهيزهم بمولدات كهربائية إلى جانب الحصص اللازمة من الوقود (الكاز) لتشغيلها.بدوره دعا مدير زراعة محافظة ديالى ماجد العزاوي الفلاحين والمزارعين إلى استخدام منظومة الري بالتنقيط للتقليص من استهلاك المياه في ري المزروعات، لافتا إلى وجود قروض ميسرة من دون فوائد تشجيعاً لاعتماد هذه المنظومة.وقال العزاوي لـ(اكانيوز) أمس إن محافظة ديالى تعتبر من المحافظات التي تعاني من شح في المياه الأمر الذي يلقي على عاتقنا إيجاد حلول لإنتاج المحاصيل الزراعية بأقل كمية ممكنة من المياه،  مؤكدا ان الحلول الوحيدة للخلاص من مشاكل نقص الوقود والكهرباء هي استخدام منظومة الري بالتنقيط ومنظومة الري بالرش.الى ذلك اكد مدير الموارد المائية في ديالى  باسم مجيد أن دائرته وضعت خطة شتوية وفق المخزون المائي لبحيرة حمرين، مطالباً المزارعين بعدم تجاوز حصصهم المائية لضمان وصول المياه الى جميع المزارعين بالتساوي.وقال مجيد لـ (اكانيوز): إن نقص المياه وانحسار الأمطار الى جانب مشاكل نقص الوقود والكهرباء دفعت دائرته الى إلغاء الخطة الصيفية للعام الماضي والعام الحالي باستثناء المناطق التي تتزود بالماء من مشروع أسفل وجانب الخالص الذي يعد المشروع الاروائي الأبرز في ديالى حيث أنجز العام 2000 .وتعد الأراضي الزراعية لمحافظة ديالى أخصب الأراضي في العراق حيث تبلغ 3.5 ملايين دونم، فيما تبلغ نسبة  الفلاحين 70% من المجموع الكلي لسكان المحافظة. وتشتهر بزراعة الرمان والتمور والفستق والعنب والرز، وبقيت لسنوات طويلة من أهم المحافظات المصدرة لهذه المحاصيل إلا إن الواقع الزراعي في عموم مناطق ديالى أصيب بالانهيار خلال السنوات التي أعقبت زوال النظام السابق بعد عزوف اغلب الفلاحين عن ممارسة المهنة، فيما اضطر الكثير منهم إلى بيع أراضيهم الزراعية بعد تقسيمها إلى قطع سكنية صغيرة توفر لهم مبلغا من المال يفوق دخلهم من إنتاجية الزراعة.