سكة حديد برلين - بغداد في السنة الأخيرة من القرن التاسع عشر ، تعهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ، بمنح ألمانيا ، الدولة الأوربية الأقرب للدولة العثمانية ، امتياز مد سكة حديد من الأناضول فبغداد ثم البصرة على الخليج العربي والتنقيب عن النفط في المناطق التي تمر السكة . وتتصل هذه السكة بسكة الحديد الواصلة إلى برلين.
وقد أثارت تلك القضية أزمة دولية من الدول التي ترى في النفوذ الألماني في الدولة العثمانية خطراً على مصالحها وخططها للسيطرة على منابع الوقود في الشرق الأوسط . وبهذا لم يتم التوقيع على الامتياز إلا في مثل هذا اليوم من عام 1902. لقد لعب مشروع سكة حديد بغداد برلين (وهذا هو الاسم الذي اشتهرت به) دورا كبيرا في الصراع العثماني لنهش جسم الرجل المريض، الاسم الذي أطلق على الدولة العثمانية . حتى أن بريطانيا سارعت إلى عقد الاتفاقيات مع مشايخ الخليج العربي لإيقاف أية محاولة لتمديد الخط وسيطرة ألمانيا على المنطقة وثرواتها الهائلة. وعلى الرغم من منح الامتياز ، وبدء الألمان بتهيئة الخطط والخرائط والأبنية لتنفيذ المشروع إلا انه توقف تماما وأؤجل النظر فيه لسنوات طويلة. وما أن اندلعت الحرب العالمية الأولى حتى قضي على المشروع بشكل نهائي ، ولم يبق منه سوى وثائقه وخرائطه المهمة علميا ، إضافة الى بعض أبنية الشركة الألمانية هنا وهناك . ومن الطريف أن بناية الشركة الألمانية في بغداد لم تزل بقاياها في الجانب الغربي ليس بعيدا عن نهر دجلة .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 4 مارس, 2012: 09:29 م