TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: فن قراءة الصور

السطور الأخيرة: فن قراءة الصور

نشر في: 4 مارس, 2012: 09:34 م

 سلام خياط إذا كانت كل الفنون تصبو إلى الموسيقى..فإلى مَ  تصبو الموسيقى؟  تصبو للكلمة الحرة المؤثرة، الجرح والبلسم ، الصرخة الهامسة ، التي يوازي مفعولها فعل السحر في النفوس والضمائر ، ويتسامى عليها ، لم تعد القراءة مقصورة على مجلة  أو كتاب أو شريط أخبار . بل غدت حمًـالة أوجه ..
 في القاموس العسكري قراءة ، في مدارس الرسم ،في علم الاجتماع وعلوم المال والاقتصاد ، في السياسة ثمة قراءة للأحداث ، التي تستشف الحدث ، سطحه وقراره ، من خبر عابر عنه ، من تكذيب لصحته ، من تعليق ، من تصريح او امتناع عن تصريح .. ولكن أصعب أنواع القراءة فن قراءة الصور . أعثر على صحيفة قديمة فوق أعلى رف في المكتبة المنزلية ، وتتملكني حمى استجلاء ملامحها : أعرف هذا المسجى المغدور وتعرفونه ، هذا المنكفي على وجهه في وضح النهار ، هذا المفجوع في يوم عيده ، لشد ما يبدو غريبا ووحيدا وكل من حوله يتخلى عنه ويلوذ بقشة للنجاة . لا أحد يمد له يدا لينهض، ، كأن لم يكن قبل دقائق الآمر الناهي ، مسموع الكلمة إن قال لا وإن قال نعم ،من يقايض هذا الصريع مثقال هواء بقنطار ذهب ، من يشتري منه جائزة نوبل للسلام بشهقة أوكسجين ؟ من يبتاع منه نياشينه وأوسمته ببضع دقائق حياة ريثما يكتب وصيته الأخيرة : لا تأتمن من لا يمحضك النصيحة ، لا تثق بمن يقول لك : بخ .. بخ ساعة تخطئ وساعة تصيب رحبة المنصة تضيق وتضيق ،  تصير بحجم حبة خردل ، وتغدو كل الأشياء سرابا :  الآمال ، الأماني ، الماضي الحاضر المستقبل .. سراب . الثروة ، الزوج ، الولد ، السلطة ، الصولجان ، ألأصدقاء الألداء ، الخصوم ، سراب. سراب .ذاك الذي غسله وكفنه ، لاحظ جرحا عميقا في شفته السفلى ، وخيطا من الدم ،  قال لجاره : لقد عض على شفته ندما وحسرة ، أسفا إذ لم يحسن قراءة الواقع ، فما رأى الأفق الملتبس إلا من سقف مظلة الحماية وجدران منصة العرضات ، صور المنصة ، حيث تم اغتيال السادات ينبغي أن تدرس في الجامعات والمعاهد ، وتعرض على الساسة بين حين وحين ، لتكون عظة وعبرة ، ولكن  ما أكثر العبر ، وأقل الاعتبار.. عجبي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram