عبد الله السكوتيحضر تجمعاً لعشائر العراق فوجد (احميّد الفهد)،ضحك وقال له:ان العشائر بخير هذه الحقبة وانت عشائري قديم،انتفض احميّد الفهد وقال،انا عشيرتي القانون وانت تعلم ذلك ، انا اول من ناديت بسيادة القانون المدني وليس قانون العشائر ولكن،اردت ان اكون حاضراً لارى الامور بعين المطلع وارى التجمع وماذا يطرح فيه،لقد عانينا من الاقطاع ولم يأت بالاقطاع سوى قانون العشيرة،
وحتى هذه اللحظة لو اتيح لشيوخ العشائر ان يعودوا للاقطاع لعادوا ونحن المساكين(نلطم مثل لطم الغشيمهْ)هنا انفتح صاحبنا عليه هذه المرة ، ماذا في جعبتك ؟ومن هي الغشيمهْ؟ وماذا يعني هذا المثل؟،فقال:هذا المثل يطلق على المرأة الجاهلة بامور العزاء عندما تدخل ماتماً تلطم في عنف وشدة وعلى اجزاء مهمة من جسدها،كأن تخمش وجهها وتجز شعرها منذ البداية حتى تخور قواها وينهد (حيلها ) ولا تستطيع الاستمرار في اللطم بعد ذلك،ولذا لا تستطيع مسايرة النسوة المترددات على مجالس العزاء واللواتي لهن تجارب في ذلك حتى قال فيها الشاعر.جفني حي...جفنك ليش ما حايدمعي فوك صحن الوجن ما حايمثل لطم الغشيمهْ حاي ما حايادك واعداي تضّاحك عليهفأجبته ولكننا اسياد اللطم ولسنا جديدين عليه،فلقد مرت بنا المصائب بانواعها اكسبتنا خبرة في هذا المجال،نعم هذا صحيح ولكننا (غشمه)في امور اخرى،ولذا انهكنا انفسنا وخارت قوانا في بداية الامر ولا يمكننا المطاولة.قلت له:(اتهاجم الشعب هذه المرة؟) ، قال:كلا فالشعب يبقى هو الحاكم مهما اراد البعض ان يغير وجهة المعادلة ويستبد بأمره...  الم تسمع الجواهري حين قال:(باقٍ واعمار الطغاة قصار) .لكنني اتذكر ان معلماً نقل الى الهور في ذلك الوقت،ونقل عقوبة لانه كان ضد السلطة آنذاك،وقص لنا حكاية من كتاب مترجم:قال ان قراصنة من الذين يملؤون المياه الدولية تاهوا في البحر فاتفقوا وهذه قاعدة لديهم ان يأكلوا احدهم كي لا يموتوا جوعاً،وهكذا يقترعون ليروا على من تقع فيكون طعامهم لذلك اليوم،اقترعوا وخرجت القرعة على احدهم،وفي تلك اللحظة استجار بهم غريق بالصدفة فانتشلوه وقالوا لصاحبهم،لقد انقذك الرجل فقاموا بأكل الغريق، وعقب احميّد الا ترى المسكين الذي استنجد بهؤلاء من الغرق فاكلوه ضحكت كثيرا  وتذكرت ايام زمان وتنقل احميّد من سجن الى آخر فكان يحفظ جغرافية الطرق التي تؤدي الى السجون وعلمت انه  ما يزال يعادي بريطانيا وامريكاويعشق صديقه القديم حتى بعد ان طواه النسيان ، انتبه لي وقال : (بويه احنه عليمن نلطم،احنه طلعونا من البحر وصرنه مثل السمج حتى ياكلونه،اشتصور هذوله يردون تحرير الشعوب لو استعبادها).لا يا احميّد هذه المرة سوف نختلف والانتخابات المقبلة ستثبت اننا لا نلطم لطم الغشيمهْ،ولا احد يستطيع ان يأكل الشعب مهما كان.الم تسمع الهوسة القديمة(ودوه يبلعنه وغص بينه).