TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت المجهر: سقط الأب مغشياً عليه ولم يتحمل الصدمة!

تحت المجهر: سقط الأب مغشياً عليه ولم يتحمل الصدمة!

نشر في: 5 مارس, 2012: 08:22 م

 د. معتز محي عبد الحميد موبايل الأب يرن ، انه هاتف يشاهد رقمه لأول مرة ، تساءل في نفسه من المتصل؟ تردد في الإجابة والرد ، لكنه قرر أن يجيب ، بعد تبادل السلام طلب منه ضرورة مراجعة احد مراكز الشرطة، تساءل عن السبب، فقال له ستعرفه عند حضورك عندنا، توجه الرجل مسرعا متسائلا ماذا وراء هذا الهاتف يا ترى؟ دخل المركز وسأل عمن اتصل به وابلغه باسمه، تم توصيله إلى المعني ، فسأله – بعد أن هيأ له الجو لتلقي الصدمة – عن أولاده كم عددهم؟
 وماذا يعرف عنهم؟ وكيف هي أحوالهم ؟ وما هي طبيعة العلاقة بينه وبينهم ؟ دهش الوالد من هذه الأسئلة ، وقال : ماذا تقصد بكل تلك الأسئلة ؟ وما سبب استدعائي؟ فقال الضابط : انتظر قليلا ، وإذا بباب الغرفة يفتح ويدخله من لم يخطر بباله ، إنها ابنته وفلذة كبده ، والغالية على قلبه وبملابس المدرسة ! سأل الوالد بصوت عال ودهشة : ماذا تفعل ابنتي لديكم ؟ ولماذا هي هنا ؟ الحيرة تملأ محياه ، حاول المسؤول تهدئته لكنه لم يتمكن واخذ يزمجر بصوته ، فقال له الضباط لا يمكن التفاهم معك وأنت على هذه الحال ، عليك أن تهدأ لنتمكن من إخبارك ونتعاون معك لحل هذه المشكلة ، فسكت الوالد على مضض ثم اخبره الضابط أن ابنته تم القبض عليها في حالة مخلة مع شاب ، لم يصدق الوالد ونهض نحو ابنته ، إلا انه لم يخط بضع خطوات حتى سقط على الأرض اثر نوبة قلبية المت به ، لأنه لم يتحمل ما سمعه عن ابنته التي وفر لها كل سبل الراحة . الفتاة وغيرها من الفتيات هي ضحية لعدة عوامل أسرية واجتماعية وإعلامية ... ضحية الوالدين اللذين لا يعرفان عن أولادهما إلا القليل ، همهما الوحيد جمع المال وتوفير كافة مستلزمات العيش الرغيد ، وعدم رد أي طلب لأولادهما ، متغافلين عن الجانب المعنوي وإشعار الاولاد بوجودهما وترسيخ أسس القدوة الصالحة والتوجيه المستمر بالحكمة والموعظة . ومتابعتهما والسؤال عنهما لاسيما في هذا الوقت الذي أصبح الابناء فيه فرائس لتيارات الانحراف والاجرام ... كذلك هي ضحية لبيئة المدرسة التي تضم فئات وأصنافا من البشر جاءوا من بيئات أسرية وأخلاقيات وسلوكيات مختلفة ، والاحتكاك بهم له آثاره السلبية والايجابية معا ، ويعظم الخطر إذا انساق الأولاد مع من ضل الطريق وانحرف لأسباب عديدة ... منها بيئة المدرسة التي تعتبر بيئة خطرة تستلزم الحزم والمتابعة المستمرة وتواصلا دائما مع المشرفين التربويين للوقوف على أخلاقيات أولادنا وسلوكهم اليومي وما هي ملاحظات إدارة مدرستهم عليهم ، ليتم تدارك الأمر وعلاجه قبل استفحاله... أو ضحية التوسع الإعلامي الذي بدأ بالتلفاز ومن ثم الانترنت والهاتف المحمول على اختلاف أصنافه وتعدد خدماته والتي أوقعت الكثير من الأبناء ذكورا وإناثا في شباك خطيرة ومصائد مسمومة وجعلتهم مدمني بعض المواقع الخبيثة المحركة للغرائز والمهيجة للشهوات ... والمرغبة في الدخول في التجارب للوقوف على حقيقة ما يقرؤونه بل ويشاهدونه... هذا الانفتاح أوقع الكثير من المآسي وفي أسر عديدة. وفي الختام نقول إن هذه الضحية وغيرها هي ضحية الأسرة وانشغالها عن بعضها .. يعيش الفرد فيها في معزل عن الآخر . لا يحاول التقرب أو التعرف إلى ما يشغل فكره أو يعكر عليه خصوصياته ... هذه نتيجة لا تدعو للتعجب إذا كانت إهمال لأهم أسس وركائز التربية السلمية من قبل الأسرة لأولادها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram