اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > مخاوف من انقراض زراعة الشلب في مناطق الفرات الأوسط

مخاوف من انقراض زراعة الشلب في مناطق الفرات الأوسط

نشر في: 5 مارس, 2012: 08:45 م

 الديوانية /متابعة المدىارض العنبر..هكذا سماها العراقيون منذ زمن بعيد تلك الأرض التي امتازت بزراعة أثمن أنواع الرز (رز العنبر) والذي يرافق الزائر والمار عليه برائحته الزكية ولونه الخلاب، تلك هي محافظة الديوانية التي امتازت أرضها دون غيرها بهذا المحصول الذي هو الأول في الأسواق العربية والأجنبية من بين كثير من أنواع الرز العالمي.
ولكن نقص المياه ومستلزمات الزراعة كان له الدور الأساس في قلة هذا المحصول وانقراض أنواع منه.وبرغم الجهود المبذولة لإرجاعه إلى سابق عهده ، لكنها بقيت دون مستوى الطموح ورغم محاولات زراعته في محافظات اخرى ومنها محافظة ديالى لكنه فقد رائحته الزكية ونكهته الطيبة وكأنه يصر على أن لا يكون إلا في أرضه واصله . اما عن أسباب انخفاض كمياته في الأسواق فكانت محطتنا الأولى مدير الشعبة الزراعية لقسم الشلب في مديرية زراعة الديوانية علي عريبي ، والذي اطلعنا على اهم الأسباب قائلاً : يعتبر العنبر من أفضل أنواع الشلب في العالم حيث كان لمدينة الديوانية وخاصة مناطق الشامية والصلاحية وغماس والشنافية الدور الكبير في إنتاج هذا النوع الذي تميز برائحته الزكية وفوائده الغذائية ويعتبر الغذاء الرئيسي لأكثر العوائل العراقية ونحن كمديرية خاطبنا الشركة العراقية لإنتاج البذور بتزويد المزارعين ببذور خاصة لمحصول العنبر من اجل المحافظة على الصنف المتميز.ودعا كافة المزارعين والفلاحين إلى مراجعة الشركة لشراء البذور وزراعتها كونها مسجلة ومصدقة وخاضعة إلى فحوصات مختبرية عديدة ومعفرة من البكتريا وكافة الأمراض، وأضاف عريبي أن الشركة العراقية جهزت المزارعين في العام الماضي بكمية بلغت 36 طنا من البذور حيث تعتبر هذه البذور هجينا لأصناف مسجلة غير متدهورة وأفضل من بذور التوفير الذاتي التي يقوم بخزنها الفلاح من اجل زراعتها في الموسم المقبل. لافتا إلى أن الصفة الوراثية لهذا المحصول ستتدهور إذا ما خزن لسنة تقريبا وهذا عامل رئيسي جداً لتدهور بذرته .مطالباً الحكومة المركزية برفع سعر شراء رز العنبر من الفلاحين والمزارعين تلافياً لانقراض هذا الصنف المتميز. وبين ان زراعة الشلب تتركز في مدينة الشامية وخصوصاً صنف العنبر منذ أكثر من مئة عام حيث تعتبر المورد الرئيسي لسكان المدينة حيث توفر زراعة الشلب إشغال الكثيرين من الأيدي العاملة الفلاحية وتوفير المعيشة لهم باعتباره الوجبة الرئيسية في غذائهم اليومي كما وتشكل زراعته دخلهم الرئيسي حتى لأهالي المدينة من أصحاب المهن الأخرى فهو صاحب الفضل في تشغيل المهن الأخرى كالمجارش والنقل لذلك يعتبر المصدر الأساسي لإنعاش سوق هذا القضاء .وأضاف ان هذا التخصص في زراعة الشلب لهذه المدينة جاء لأسباب اقتصرت على ملائمة أراضي هذه المنطقة حيث أن زراعة الشلب تحتاج إلى الجو الحار الرطب ووفرة المياه وخبرة الأيادي الفلاحية .ويشير إلى أن أهم المشاكل التي يعاني منها هذا المحصول انخفاض تسعيرته الحالية التي لا تكفي لتوفير مستلزمات زراعته من توفير الوقود لآلات الزراعة والأسمدة وهذا كان له الدور المباشر في خسارة مزارعيه.كاشفاً عن انقراض عدد من أنواعه كـ(رز النعيمة ، والاحويزاوي) فكان له دور رئيسي في إنزاله من صدارته فضلا عن خطر انقراضه تماماً والذي بدأنا نلاحظ ذلك من انخفاض مقدار الغلة مقارنة مع الأصناف الأخرى ولكون التسعيرة قليلة لذلك توجه المزارعون إلى زراعة الأصناف التي تعطي غلة أكثر منه وتؤمن لهم مورداً أكثر من مورد زراعة محصول الشلب فمثلاً أن صنف الياسمين غلته للدونم الواحد من (1.5 – 2 ) طن أما العنبر فغلته من ( 800– 1200) كغم لذلك يلجأ الفلاح إلى زراعة أصناف تساعد على استرجاع مصاريف الزراعة المكلفة التي تدر عليه ربحا مادياً واعتقد يمكن الحفاظ على صنف العنبر بوضع تسعيرة خاصة بصنف العنبر بالخصوص وتحدد من قبل الدولة من اجل المحافظة على بقاء هذا النوع الذي لا يمكن الحصول على أجود أنواعه إلا في هذه المناطق بالذات.من جهته أكد مدير شعبة زراعة الشامية حاكم شاهر عباس على أن المدينة تختص بزراعة الشلب كونها سهلا رسوبيا وبيئة مناسبة تتوفر فيها حرارة ورطوبة وخصوبة الأرض المطلوبة لزراعة هذه الأنواع من صنف العنبر والذي دأب على زراعته المزارعون القدماء والحاليون ليكتسبوا خبرة متراكمة تناقلوها من الجيل السابق لتميزهم دون غيرهم وان صنف العنبر من الأصناف الجيدة في العالم الذي احتل الصدارة دون منازع حيث اقتصرت زراعته على مناطق الديوانية والنجف فقط دون غيرها .مشيراً إلى أن قدرته الغذائية عالية جدا ويتراوح إنتاجه في الدونم الواحد إلى ما يقارب (800 - 1000 ) كغم والسبب الرئيسي لعزوف الفلاحين عن زراعة صنف العنبر لجوؤهم إلى زراعة أصناف جديدة إنتاجها أكثر من العنبر بحوالي ضعف الكمية كالياسمين والفرات، وللمحافظة على عدم انقراض الصنف يجب على الحكومة المركزية أن تدعم مزارعي هذا الصنف من اجل ديمومته وإذا بقي سعره القديم (750000) دينار للطن الواحد أسوة بباقي الأصناف سيهدد هذا الصنف من الانقراض بعدما انقرضت أنواع منه بسبب رداءة منتجها (الياريت ، والنعيمة ، والحويزاوي).أما المزارع عبد الرضا عاشور جاري فقد كانت له زراعة الشلب موروثة من الاباء والاجداد وهي قديمة جداً حيث كانوا يحر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram