اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العوز يدفع أطفال العراق إلى استبدال المدارس بالورش

العوز يدفع أطفال العراق إلى استبدال المدارس بالورش

نشر في: 5 مارس, 2012: 08:48 م

 بغداد/ سها الشيخلي.. عدسة/ محمود رؤوف ارتبك علاوي ( 9 سنوات ) عندما سألته لماذا لم يذهب إلى المدرسة؟، ورد بحزن أنا بحاجة للعمل أكثر من الدراسة . من المؤسف أن تشكل أحزان علاوي ظاهرة  تتكرر في ورش غير صحية وبيئة غير مؤهلة للحفاظ على طفولة علاوي وأقرانه، لذا بات من الضروري  إيجاد حل سريع لها بإصدار وتفعيل عدة قوانين، أولها ظاهرة العمل،
وثانيها التعليم الإلزامي وإلا ما هو حجم معاناة علاوي ورفاقه الصغار عند انخراطهم في أعمال لا تتناسب وطفولتهم الغضة.   ولا يخفى على احد أن هناك أطفالاً يتعرضون إلى مختلف أنواع العنف بما فيه العنف الجنسي الذي يمارسه ضدهم أرباب العمل، مستغلين صغر سنهم وحاجتهم الملحة إلى المال. وهناك رقم مخيف يشير إلى وجود 300 مليون  طفل انخرطوا في ميدان العمل المبكر في العالم ، هؤلاء الأطفال يعملون في ورش تفتقد البيئة الصالحة والنوادي الترفيهية وملاعب كرة القدم، ينطلقون في دروب العمل الشاق الطويل ، تدفعهم الحاجة إليه من دون  حتى أن يكون لهم حق الاختيار، ورغم وجود العديد من المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية التي تحرم تشغيلهم إلا أن قانون العمل بما فيه قانون عمل الأحداث ما زال قابعا في أقبية مجلس النواب على حد قول مسؤول في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.أحلام متواضعةلنستمع الى معاناة العديد من الأحداث الذين أجبرتهم الحياة على العمل؛ رزاق  طفل لا يتجاوز عمره الـ12 سنة ترك مقاعد الدراسة.. وامتهن  العمل  لدى بائع خضار، يحلم رزاق  بـ(سندويج كباب) لكن(يوميته) لا تساعده على تحقيق ذلك الحلم الذي يبدو  للأطفال الذين بمثل سنه حلما متواضعا، لكن بالنسبة لرزاق فالحلم هذا (عزيز المنال) ، يعيش رزاق على ( لفة فلافل ) كلما شعر بعضة الجوع ، يروي لنا قصته فيقول : - كان والدي نائب عريف في الجيش السابق إلا انه قتل ،  فهربت بنا والدتي  أنا وأختي الصغيرة ( 7 ) سنوات، وسكنا مع خالي في مدينة الصدر ، كنت في المدرسة وفي المرحلة الثانية  وكان عمري وقتها 8 سنوات، كما كنت شاطرا في الدروس ، وبعد أن حللنا ضيوفا على بيت خالي أخبرتني أمي أن أنسى المدرسة لأنها بالنسبة الى الفقراء أمثالنا نوع من الترف ، بكيت ساعتها وذلك لكوني  كنت احلم  أن أكون مهندسا أعيد إعمار مدينتي المخربة  ، قالت لي أمي إن خالي يعمل لدى رجل، بائعا لقناني الغاز، وإنني أصبحت الان رجل العائلة وعلي ان أقوم مقام والدي ،وعن سبب عدم دخوله مدرسة مسائية بين رفض خاله ذلك تحت ذريعة أن جميع أولاده يعملون لكسب قوتهم وان المدرسة لم تخلق لنا نحن الفقراء، مضيفا أن صاحب المحل هو جارنا إلا انه قاسي القلب فهو يضربني ويشتمني دوما بسبب أو من غير سبب . وعن كيفية ضربه قال: لقد ضربني قبل أيام بـ( العيار وزن الحكة ) على رأسي عندما وجدني أتحدث مع صديق لي ، وتم نقلي إلى المستشفى اثر النزف الشديد وكدت أموت. ويرينا رزاق جرحه الذي ما زال طريا وغائرا .  أردت أن أتحدث مع البائع (الاسطة) الذي يعمل لديه رزاق، حيث كنا قريبين منه ، إلا  أنني خشيت على الصغير من التأنيب والضرب مرة أخرى من قبل بائع الخضار . عمل.. ودراسة أما الطفل المكافح (سعودي) 14 سنة ، فهو رغم عمله إلا انه تلميذ في الصف الأول متوسط ، يذهب إلى المدرسة في مواعيد غير منتظمة نظرا لارتباطه مع الأسطة محمد الذي يعمل سباكا، وعن قصته المفعمة بالشقاء يقول: - أجرتي 5 آلاف دينار في اليوم، أعطي نصفها لأبي العاجز عن العمل وأبقي لنفسي النصف الباقي للدراسة والطعام والمواصلات ! ورغم انه يتحمل مشاق العمل ويتعرض للمخاطر نتيجة حمل أوزان ثقيلة من الحديد والبواري إلا أن ابتسامته تعلو وجهه عندما سألته عن سر الابتسامة الدائمة أجاب ببراءة : ( لازم ابتسم وأحمد الله ) لأني استطعت التوفيق بين المدرسة والعمل وأتمنى أن أكون متعلما وغنيا. وبشأن وضع العائلة يوضح سعودي ، والدتي التي كانت تعمل خبازة  توفيت اثر انفجار سيارة مفخخة في الساحة التي تبيع فيها الخبز، وبقينا أنا ووالدي المريض العاجز عن العمل، ما جعلني اعمل لدى احد الأقرباء وهو صاحب هذا المحل. وعن علاقته بصاحب العمل يقول: الرجل يهتم بي كثيرا ما دمت مجتهدا بعملي ومطيعا له.القسوة الوحشيةيعمل والد مصطفى سائقا لسيارة أجرة (تاكسي) لدى قريب له والحق ابنه مصطفى بورشة حدادة في شارع متخصص بورش السيارات، من اجل ان يتعلم المهنة ، وفي نفس الوقت يساهم معه في الإنفاق على  أشقائه الستة . مصطفى لم ير المدرسة بل فتح عينه على العمل منذ أن كان عمره 7 سنوات وهو الآن قد بلغ العاشرة من العمر، مضيفا  انه يتعرض يوميا إلى الإيذاء البدني من قبل رب العمل علاوة على الإيذاء المعنوي نتيجة سيل من السباب والشتائم التي ينهال بها  عليه صاحب الورشة ، كما انه يتعرض إلى المطالبة بممارسة أعمال شاذة لا يطيقها ويرفضها من قبل البعض من أصحاب الورش القريبة من ورشته ، وكثيرا ما فكر مصطفى بالهرب والانضمام إلى المدرسة  ، وغالبا ما يشعر بالحسرة على حظه العاثر، وينظر بكراهية وحقد إلى  الأطفال الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram