TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :أوباما وقدسية أمن إسرائيل

في الحدث :أوباما وقدسية أمن إسرائيل

نشر في: 5 مارس, 2012: 09:20 م

 حازم مبيضين قبل أن تطأ قدما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عتبة البيت الأبيض, تبرع الرئيس الأميركي بالتعهد بحماية أمن إسرائيل، التي وصفها بأنها تتقاسم مع بلاده المصالح, مغدقاً على رئيسها سيلاً من المدائح والثناء, وفيما يشبه تسول أصوات اليهود الأميركيين, قال أوباما أمام مؤتمر الإيباك, إنه خلال السنوات الثلاث الماضية, أوفى بالتزاماته تجاه الدولة العبرية في كل لحظة وكل وقت، مطالباً المؤتمرين بعدم الشك لحظة بدعمه لإسرائيل,
التي جدد التأكيد على إيمانه الجازم بقداسة أمنها، وهو ما قاد كل قراراته، وتباهى باستعراض مجموعة كبيرة من المواقف, التي وقفت فيها واشنطن خلال ولايته, إلى جانب ما وصفه زوراً الحق الإسرائيلي.أوباما يقدس أمن إسرائيل, قبل استقباله لرئيس وزرائها الذي يخضع للتحقيق في قضايا فساد, ولعله استمع إلى تصريحات وزير خارجية الدولة العبرية, وهو يؤكد أن لا تنازل عن أراضي غور الاردن المحتلة منذ حرب حزيران 1967, ويدعو بصلف إلى تكثيف الاستيطان فيها, وتصريحات أوباما تتزامن مع كشف مكتب الامم المتحدة في القدس المحتلة عن جهود الاحتلال, الهادفة إلى إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية في المدينة المقدسة, وجلب المزيد من المستوطنين لتهويد المدينة وطرد سكانها الأصليين, في حين تواصل قوات الاحتلال اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين, في وقت تقوم فيه بعمليات عسكرية ضد المدن والبلدات الفلسطينية, وبما يعني أن هذه الدولة المقدس أمنها لا تفكر بأي شكل من أشكال السلام, إلا إن كان خضوعاً لمشيئة المحتل, وقبولاً بدفن فكرة الدولتين, التي ( فلقتنا ) بها الإدارات الأميركية. لم ينس أوباما, صاحب الخطابين الشهيرين عن قيم الإسلام, في مصر وتركيا في بداية ولايته, أن يحمل الأحداث الجارية في العالم العربي منذ عام, المسؤولية عن توقف محادثات السلام, وحتى عن البحث عن أية مخارج للجمود الذي يغلف القضية الفلسطينية, وتلك محاولة بائسة وكريهة ونفعية بامتياز, لتبرئة حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية من كون تعنتها هو الذي قاد محادثات السلام إلى هذه النتيجة, والمخجل أنه يتغاضى عن كل تصرفات تلك الحكومة, التي تؤكد انصرافها عن السلام إلى الاستيطان, وتعتبر الحفاظ على ( أمنها ) بالوسائل العسكرية متقدماً على الحفاظ على ذلك الأمن بصناعة السلام الذي يسعى له الفلسطينيون والعرب.  بدل البحث عن مخرج للأزمة الفلسطينية المستمرة منذ عقود, والأخذ بيد الفلسطينيين لتحقيق حلمهم في إنهاء احتلال وتهويد إسرائيل لأراضيهم, ونزولاً عند مشيئة نتنياهو في منح الأولوية لملف إيران النووي, يقف الرئيس الأميركي ليلحس كل تصريحاته السابقة عن الحق والعدل, وهو في ذلك لا يختلف عن سابقه بوش, الذي اخترع خدعة حل الدولتين لشعبين, ولا عن أي واحد من رؤساء الدولة العظمى التي تقدم نفسها للعالم, باعتبارها المدافع الاول عن حقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية, ويركع رؤساؤها, خصوصاً في مواسم الانتخابات الرئاسية, متوسلين الصوت اليهودي, وضاربين عرض الحائط بكل القيم والمثل التي برعوا في الترويج لها, مثلما برعوا وتفننوا في التغاضي عنها, عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram