 كربلاء / أمجد علي أعرب مواطنون في محافظة كربلاء عن قلقهم من تراجع ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف المقبل، بعد أن شهد الشتاء الحالي أقل معدل في ساعات التجهيز مقارنة بالسنوات الماضية، فيما دعا مجلس المحافظة الحكومة الاتحادية إلى إعادة العمل بتجربة تزويد المولدات الاهلية بالوقود مجانا.
وقال المواطن علوان الكركوشي في حديثه لـ"المدى": أن أهالي المحافظة "بدأوا منذ الآن التفكير بفصل الصيف الذي لا يرحم".وأشار إلى أن "درجات الحرارة تصل أحيانا إلى أكثر من 50 درجة مئوية، والعديد من دول العالم إذا ما وصلت درجة الحرارة إلى هذا الحد تعلن عطلة رسمية، أما نحن في العراق فنبقى تحت أشعة الشمس إما هاربين من حرارة الغرف في بيوتنا أو باحثين عن عمل"، بحسب تعبيره. وأضاف الكركوشي "نريد صيفا يريحنا ويريح أطفالنا وكبارنا، نريد أن نوفر لهم طاقة كهربائية تكفي لتشغيل المبردات الهوائية". أما المواطن غازي بدر فقد لفت إلى أن مستوى التجهيز بالطاقة الكهربائية لمحافظة كربلاء خلال فصول الشتاء الماضية كان أفضل من فصل الشتاء الحالي، "كنا نحلم بصيف تزداد فيه ساعات التجهيز وأن تكون حصتنا أكبر من الأعوام السابقة، ولكن تخيب الآمال دائما على أبواب الصيف".وقال في حديثه لـ"المدى": أن الشتاء الحالي كان مخيبا للآمال، مشيرا إلى أن أهالي المحافظة يعولون على الزيارات الدينية وذلك لزيادة حصة كربلاء من الطاقة الكهربائية خلال الزيارات.فيما أعرب المواطن خلدون الزيدي في حديثه لـ"المدى"، عن امتعاضه من بعض المسؤولين الذين يطالبون المواطن بترشيد استهلاك الكهرباء، مبينا "المسؤولون يطالبون بترشيد الاستهلاك وعدم تشغيل أجهزة التبريد، ويدعون إلى الاكتفاء بتشغيل مبردة هواء واحدة، كيف يتحقق ذلك للعوائل الكبيرة أو البيوت التي تضم أكثر من عائلة، لكنهم في الوقت نفسه لا تخلو بيوتهم أو مكاتبهم من أجهزة التبريد".ونوه الزيدي بأن معظم معارفه يفضلون الزواج في فصل الشتاء للتخلص من منغصات الصيف الذي يصفه بأنه "فصل الأزمات وضيق النفس والأتربة والعواصف وانعدام الكهرباء".في حين دعا عبد الوهاب توفيق في حديثه لـ"المدى"، الحكومة الاتحادية إلى إعادة العمل بتجربة الصيف الماضي وتجهيز أصحاب المولدات الأهلية بالوقود مجانا لزيادة ساعات التشغيل.وقال: "علينا أن نجد طريقة نعوض فيها قلة النوم وهجوم الذباب والبعوض بسبب النوم على سطوح المنازل عند قطع التيار الكهربائي، واعتقد أن المولدات الأهلية هي الحل الأفضل".من جهته، بين رئيس لجنة الطاقة والوقود في مجلس محافظة كربلاء زهير الدعمي في حديثه لـ"المدى"، أنهم يضمون أصواتهم إلى أصوات المواطنين بشأن إعادة العمل بتجربة الصيف الماضي.وتابع بالقول: أن تجهيز المولدات الأهلية بالوقود مع تقليل سعر الاشتراك الشهري سيعود بالنفع على المواطن والحكومة، لافتا إلى أن أصحاب المولدات الأهلية ربما سيقع عليهم العبء الأكبر بسبب تقادم المولدات واستهلاكها "لكن الأمر يستحق العمل به ريثما يتم إنجاز المشاريع الكهربائية الجاري تنفيذها في البلاد ومنها كربلاء التي تنتظر تنفيذ ثلاثة مشاريع كبيرة، أحدها بطاقة 300 ميكا واط". وتأتي تصريحات الجهات المعنية لتأكد مخاوف المواطنين، إذ أكدت لجنة النفط والطاقة البرلمانية، إن وزارة الكهرباء لن تتمكن لا في الصيف المقبل ولا صيف العام 2013 من تجهيز المواطنين بـ12 ساعة يوميا من الطاقة الكهربائية بسبب المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الوزارة، اضافة الى مشاكل اللجنة الوزارية للطاقة التي يترأسها نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني.ونقلت وكالة "آكانيوز" للأنباء عن عضو اللجنة فرهاد الأتروشي قوله: إن هناك لجنة مصغرة ضمن لجنته، تتولى متابعة ملف الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن هذه اللجنة أكدت أن إنتاج العراق من الطاقة هبط حتى دون مستوى 6 آلاف ميغا واط.وبين أن "اللجنة المصغرة أكدت أن معدل الإنتاج بدأ يقترب من معدل إنتاج الطاقة بعد عام 2003".ولفت الأتروشي إلى أن "الحكومة تقول أن هناك محطات كهربائية ستدخل العمل لترفد المنظومة بالطاقة، ولكن نحن في اللجنة نستبعد ذلك ولن يحصل المواطن على 12 ساعة يوميا من الطاقة لا في الصيف المقبل ولا حتى في صيف العام 2013 بسبب المشاكل الكبير في وزارة الكهرباء".وأوضح عضو لجنة الطاقة والنفط البرلمانية أن "أحد أبرز الأسباب وراء التراجع في إنتاج الطاقة الكهربائية وباعتراف الحكومة هو الفساد، فأكثر من وزير تولى إدارة الوزارة بعد العام 2003 وأدين لاحقا بتهم الفساد سواء ثبت ذلك أم لم يثبت ومنهم أيهم السامرائي، ورعد شلال، ووحيد كريم، وآخرون".وتابع بالقول: أن "اللجنة الوزارية للطاقة تعاني هي الأخرى من مشاكل، خصوصا في قضية التعاقدات". مبيناً أن "إمكانيات وزارة الكهرباء كبيرة جدا مقارنة مع المنجز"، واصفا ذلك التقصير بـ"الأمر المؤسف".وقررت الحكومة الاتحادية الصيف الماضي تخصيص 400 مليون دولار لتجهيز أصحاب ال