إحسان شمران الياسري تقوم كل نظرية على فرضية أو فرضيات يتم إثباتها أو نفيها، وكلما كانت وسائل الإثبات أو النفي واضحة وحازمة، كانت النظرية سليمة.. ومن النظريات ما هو قصير الأمد، تثبت الأيام او الساعات بطلانه وزواله، ومنها ما هو بعيد الأمد أثبتت الأيام والاجيال صحته. وعند بعضنا نظريات في أساليب العمل والحوار والسلوك والمعيشة لم يُنزّل الله بها من سلطان، غير أنها متوافقة مع مناهجنا وتقضي حوائجنا، اما الآخرون فإلى الجحيم.
فابتداءً من السلوك في الشارع ، وانتهاءً بتحريم أو تحليل القتل والسرقة والرشوة وإفساد الذمم، يمارس الناس أفعالهم وأقوالهم في ظل تلك النظريات، مُعرضين عن أية مفاهيم أو قيم استقرت في المجتمع وأثبتت الأيام والسنين صحتها. فهذا يجتاز من اليمين، ويقنع نفسه ثم يُحاول إقناعك بأن الوصول الى غايتك هو مُبرر الاجتياز الخاطئ، ويقنعك بأنه لم يكن ليفعل هذا لولا اضطرارهِ لاجتياز الزحام الذي تسببت به نقطة تفتيش لا ضرورة لها.وهذا يأخذك بالصياح ونفش الريش وترديد أسماء وجهات وأحزاب، فيضطرك، وأنت شرطي مرور، أو جندي في نقطة تفتيش الى أن تفسح له الطريق المخصص للارتال العسكرية لأنك تعلم عواقب الأمور إن لم تفعل ذلك. وإذا أردت أن تحدّ من تصرفاته اتجاه المساكين الذين يحمون حياتك وحياته، يرد عليك (بأحسن منها)، ويقنعك بأن الحياة كلمة، وعليك ان تقولها سواء كانت كلمة حق أو باطل.ولهذا، فهو يستخدم هذا الأسلوب طالما كان مُنتجاً.. وآخر يقنعك ويحرّضك على دفع (الهدية)، وعندما تخبره بانك تخاف الله وتعتقد إنها رشوة وليست هدية، يزعق بوجهك ويعيدك الى المآثور الذي نستخدمهُ عندما (نشرعن) الرشوة (النبي قَبٍلَ الهدية).. وكأن الحال الذي نحنُ فيهِ هو عصر الرسالة، وإن الذي يستلم الهدية هو النبي، ومن يدفعها هو أحد المُبشرين.. فالنظريات، وان تعددت، بأعدادنا، فهي قاصرة عن جلب المشروعية، وعن ارضاء الضمير الحي الذي يخاف الله ويسعى لبناء الخير.
على هامش الصراحة :النظريات
نشر في: 5 مارس, 2012: 09:40 م