بغداد/ ماجد طوفانمصاصو دماء، عبدة الشيطان، خطر على الدين، وغيرها من الصفات التي ألصقتها الحكومة بمجموعة من الشباب والشابات (الايمو)، وذلك لأنهم يرتدون نوعا من الملابس والإكسسوارات، استنفرت الدولة العراقية كل وزاراتها الأمنية وغير الأمنية لمحاربة هذه الظاهرة.
وزارة الداخلية كان لها قصب السبق، فصالت وجالت، وجعلت من هؤلاء الفتية ضمن قائمة المطلوبين، فيما وزارة التربية هي الأخرى أدلت بدلوها وأصدرت كتابا إلى المدارس كافة لمكافحة هذه الظاهرة واصفة إياها بالمندسة والمنحرفة، مما جعل إدارات المدارس تمارس أقصى وأقسى أنواع التعسف والعقوبات ضد الطلبة والطالبات، (المدى) حصلت على نسخة من الكتاب، ولغرض التأكد من صحته تم الاتصال بالناطق الرسمي لوزارة التربية وليد حسين، الذي أكد صدوره، وقال في حديث مع المدى "فاتحنا مجلس الوزراء بهذا الشأن، وعممنا كتابا على المدارس خوفا من بعض العوارض السلبية التي ربما تتسرب إلى مدارسنا"، وأبدى حسين استغرابه من هذا التضخيم، مضيفا "لا يمكن أن تصل الحالة إلى قتل إنسان بريء تحت أي مسمى أو غطاء"، في إشارة منه إلى حالات القتل التي شهدتها بغداد لبعض من هؤلاء الشباب، من جانب آخر استنكرت عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب استخدام العنف لمعالجة هذه الظاهرة، وقالت النائب أشواق الجاف في حديث مع المدى "نرفض استخدام العنف ضد أي مواطن، وعلى الرغم من إننا مجتمع إسلامي لكن لا اعتقد أن الأمر يدعو إلى القتل"، وأضافت الجاف، اعتقد أن هؤلاء الشباب يعانون من التهميش، وفي محاولة منهم لجلب النظر إليهم لجأوا إلى هذا الأسلوب، وأشارت إلى أن الدولة يجب أن تتعامل مع الأمر بشكل علمي يعتمد البحث عن أسباب الظاهرة ومعالجتها، وليس اعتماد مبدأ العنف وإدارة الملفات من خلال الإعلام. وكان مدير الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية كشف عن وجود خطة لمحاربة (عبدة الشيطان) حسب تعبيره، مؤكدا حصولهم على موافقات رسمية بالقضاء عليهم بأسرع وقت. وأضاف العقيد مشتاق طالب المحمداوي في تصريح لوكالة البغدادية نيوز "إن ظاهرة الايمو اكتشفت من قبل عناصر مديريتنا في العاصمة بغداد وتمت دراستها واعدت تقارير وبحوث عنها ورفعت لوزارة الداخلية لاستحصال موافقات لمتابعة هذه الحالة وكيفية القضاء عليها".وتابع إن وزارة الداخلية "أخذت هذا الأمر بجانب من الأهمية والأولية وتم استحصال موافقة التربية تحديدا لإعداد خطة متكاملة بإشرافي شخصيا والسماح بدخولنا للمدارس كافة".
الحكومة تستنفر كل وزاراتها: احذروا "الإيمو قادمون"
نشر في: 5 مارس, 2012: 10:29 م