بغداد/ المدىنفذ مسلحون مجهولون يرتدون زيّ الجيش صباح أمس الاثنين هجوما مسلحا استهدف مقراً لقوات الشرطة في قضاء حديثة، ما أسفر عن مقتل نحو 25 من عناصر الشرطة وإصابة 10 آخرين، فيما أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار فرض حظر للتجوال في عموم المحافظة على خلفية الهجوم المسلح.
وخلفت العملية ذات الطابع النوعي حالة من الدهشة في الأوساط الرسمية والعشائرية في الأنبار، فيما فجرت التساؤلات حول مستوى الاستعدادات الأمنية وقدرة الإرهابيين على اختراقها.وقال محافظ الأنبار محمد قاسم الفهداوي لـ (المدى) إن "مسلحين مجهولين هاجموا نقاط تفتيش تابعة للجيش والشرطة ومنازل ضباط".وأضاف أن "المسلحين يرتدون زيّ الجيش العراقي ويستخدمون عجلات تابعة للقوات العسكرية ويحملون بطاقات تعريف وكتبا رسمية مزوّرة صادرة من جهات عليا للإيحاء بأنهم قوات قادمة من بغداد لتنفيذ مذكرات اعتقال بحق ضباط في قضاء حديثة (180 كم غرب الرمادي)".وزاد "بعد اكتشاف العملية جرت اشتباكات بين شرطة الأنبار والمسلحين أدت إلى مقتل 14 شرطياً، و9 من قوات الطوارئ بينهم معاون آمر الرد السريع المقدم محمد شوفير والنقيب خالد الحديثي، وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة بالإضافة إلى مقتل إرهابي في حين لاذ الآخرون بالفرار".وقال مستشار محافظ الأنبار محمد فتحي حنتوش في اتصال مع "المدى" أن "هذه العملية جاءت مع سلسلة عمليات أخرى في جميع المحافظات وذلك تزامنا مع انعقاد مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في نهاية الشهر الحالي لإيصال رسالة إلى الدول العربية بان العراق غير مستعد امنيا وغير قادر على أن يستقبل مثل هذا المحفل، وكذلك من اجل صرف الأنظار الإعلامية عما يجري في سوريا من أعمال قمع وقتل".من جانبه، اتهم رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس قيادة شرطة الأنبار بالتقصير وعدم المتابعة ووصفهم بأنهم عاجزون عن حماية أنفسهم.وقال الهايس في تصريح لـ"المدى" إن "الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة لها نشاط واسع في المحافظة ولديها بعض المتواطئين من الشرطة وهي شبه مسيطرة على المنطقة الغربية وتقوم بعمليات متكررة وبشكل يومي ومن يقول إن الوضع الأمني مستتب في المحافظة فهو يكذب فالشرطة مخترقة وتنظيم القاعدة له وجود فاعل". وأثارت عملية حديثة ردود فعل واسعة النطاق حيث صدرت بيانات من نواب وسياسيين دانت العملية واعتبرتها تشكل خرقاً فاضحاً في الخطط الأمنية.وقال عضو لجنة الأمن والدفاع حامد المطلك في تصريحات أمس إن "لجنة الأمن والدفاع تحمل القيادة العامة للقوات المسلحة مسؤولية الخرق الأمني في حديثة". وإن "الاعتقالات في محافظة الأنبار تتم من دون إشعار الجهات الأمنية داخل المحافظة، ما سهل للأطراف التي تريد الضرر بمواقف الحكومة والعملية السياسية أن تقوم بخروق". التفاصيل ص4
قوة"مزيّفة"تبطش بأمن"حديثة"وتثير الأسئلة عن مستوى الاستعدادالأمني
نشر في: 5 مارس, 2012: 10:33 م