 سعـد المشعللا شك أن المستوى والأداء الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني أمام ضيفه السنغافوري في المباراة الأخيرة من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وفوزه بسبعة أهداف لهدف يضاف إليها الحرفية العالية في (هاتريك) قائد كتيبة الأسود ، كل ذلك ترك انطباعات جيدة ومريحة وأزال جزءاً كبيراً من حالة القلق والخوف على مستقبل المنتخب ومشواره في المرحلة الرابعة والحاسمة من التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال البرازيل.
ونعتقد أن الظهور الرسمي للكرة العراقية بعد مشوارها التحضيري المتواضع وعلى هذا النحو من الإرادة والتصميم والعزيمة يؤكد أن الكرة العراقية تملك القدرة على تغيير مشهدها ولونها وصورتها  وتجاوز مصاعبها ومتاعبها ومحنها إذا توفرت الرغبة والنوايا الصادقة وبالتالي استعادة حضورها ومكانتها العربية والآسيوية.ومباراته مع سنغافورة توافرت فيها كل شروط ومقومات التفوق بدءاً من الأجواء التفاؤلية والأسرية التي أحاطت بالمنتخب واللاعبين قبل المباراة مروراً بالحالة الانضباطية المثلى للاعبين وحسهم العالي بالمسؤولية وأدائهم الرجولي خلال المباراة وإصرارهم على تحقيق الفوز ورسم البسمة على وجه الجماهير انتهاءً بالصورة الأجمل والأروع التي رسمها الجمهور بحضوره ومساندته وتشجيعه المتواصل لفريقه ليؤكد مجدداً عراقته وأصالته وانتماءه لمنتخب الوطن.ونرى أن نشوة الفوز والانتصار يجب ألا تأخذ المنتخب واللاعبين الى السكة المقابلة وبالتالي لابد من توظيف هذه النخبة بشكل صحيح وبما يساعد على رفع حالة التأهب والجاهزية للقاءات  الحاسمة المقبلة والذي ستكون مواجهاتها صعبة للغاية فالحسابات ستكون فيها صعبة للغاية ومغايرة وربما ستقلب الطاولة على المنتخبات العملاقة خاصة وأن المنتخبات التي سنواجهها تسعى هي الأخرى لتحقيق نتائج طيبة ، إذ سيكون التنافس بين الفرق العشرة شرساً وقوياً ولا مكان فيها إلا للأكفأ ولمن يعطي الكرة حقها لتمنحه ما يستحق. مهام كبيرة تنتظر منتخبنا ولكنها ليست بالمستحيلة على أسود الرافدين بتجاوزها ونتمنى منهم ان يكونوا على قدر المسؤولية وأن يلعبوا بما يمليه عليهم ضميرهم الوطني وان يتجاوزوا المرحلة الأهم بيسر متسلحين بالإرادة والغيرة العراقية وأن يسعوا بقوة للحصول على إحدى بطاقات التأهل من دون إن يضعنا في حسابات أخرى لا سامح الله مع التمني بتأهل المنتخبات العربية الأربعة بجوار منتخبنا ولكن يجب أن تعي تلك المنتخبات أن الكومبيوتر الياباني والكنغر الاسترالي والشمشون الكوري وإيران سيكونون نداً قوياً ومنافساً عنيداً لذا يجب إن يكون برنامج منتخبنا المقبل على مستوى عالٍ.ومن الطبيعي أن يسارع المدرب البرازيلي الى معالجة وتدارك بعض الأخطاء التي حصلت في المباريات السابقة وتحديداً في خط الدفاع ومسألة تثاقل خط الوسط وربما استدعاء بعض اللاعبين الشباب سينجح في توظيف إمكانيات المنتخب بشكل أفضل وربما يكرر سيناريو الانتصارات الخمسة المتتالية الذي حققه في مبارياته السابقة ففرصة التأهل الى مونديال البرازيل قد تكون متاحة وممكنة أكثر من أي وقت مضى.على أية حال وبعيداًَ عن كل هذه الحالات المنتخب مقبل على مباريات حاسمة ومهمة جداً وعلى اتحاد الكرة العراقي تهيئة معسكرات مثمرة يجب أن تتخللها مجموعة من المباريات الودية مع منتخبات قوية حبذا لو كانت أفريقية أو أوروبية قبل الدخول في المعترك الأهم وأن يحضر مدربنا البرازيلي ويجب أن يتابع كل صغيرة وكبيرة.نطالب أفراد هذا المنتخب ومدربهم بألا يبخل أحدهم بقطرة عرق واحدة من اجل تحقيق إنجاز نفتقده منذ ربع قرن ، نقول:  أننا واثقون من إن لاعبينا سيقدمون كل ما لديهم وان بإمكانهم أن يحققوا طموحات كل العراقيين وان يكون لهم حضور في مونديال البرازيل 02014