اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مواطنون: حتى لو ارتفع الانتاج الى 5 ملايين برميل فلن يتغير حالنا

مواطنون: حتى لو ارتفع الانتاج الى 5 ملايين برميل فلن يتغير حالنا

نشر في: 6 مارس, 2012: 08:35 م

 بغداد/ سها الشيخلياثارت تصريحات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني التي قال فيها ان العراق اخذ ينتج ثلاثة ملايين برميل من النفط ، الامر الذي اثار العديد من الاسئلة حول هذه الزيادة ، وهل يمكن ان يكون مردودها ايجابيا على حياة المواطن ،
وعلى اقامة مشاريع استثمارية يمكن ان تعود بالنفع العام على الاقتصاد العراقي الذي يعاني من مشاكل بنيوية ، وذلك لانعدام التخطيط الاستراتيجي بهذا الاتجاه .حديث الناس المدى التقت عددا من المواطنين لاخذ آرائهم في زيادة انتاج النفط الى ثلاثة ملايين برميل يوميا والذي اعلنه نائب رئيس الوزراء وكان سؤالنا الموجه للمواطنين هو اين ستصرف كل تلك الاموال التي جاءت بعد الزيادة في الانتاج وكانت ردود افعال الغالبية منهم متهكمة وساخرة ومتشائمة . امام كشك لبيع الصحف وجدنا المعلم المتقاعد سعيد عبد الفتاح (65) سنة ، كان يقلب بعض الصحف فسألناه ما هي ابرز الاخبار التي قرأها اليوم فقال بحزن بالغ : قرأت خبرا افرحني واحزنني في وقت واحد وهو خبر وصول انتاجنا النفطي الى ثلاثة ملايين برميل يوميا ، فرحت لاننا حققنا هذه الزيادة في الانتاج وهذا يعني بحسابات بسيطة ان امورنا سوف تتحسن او هكذا يقول المنطق، ولكني اعدك ان امورنا سوف تزداد سوءا ، ستقولين لي كيف سيحدث ذلك ؟ فاقول لك ان سراق الشعب ولصوص وحرامية الدولة سوف يزدادون غنى وسيزداد الشعب فقرا ، سوف تزداد ارصدة الحرامية وتمتد قصورهم وتتعدد امتيازاتهم ، ذلك لأن تلك الزيادة سوف تفتح شهية السراق لمضاعفة ثرواتهم ، اما ابن الشعب الفقير والذي لا يجد قوت يومه فلن يطرأ عليه اي تغير يذكر . الندم الذي لا يفيد ام شهد مواطنة عمرها ( 40 ) كانت تشتري لاطفالها ملابس مدرسية ( قميص ابيض وبنطلون جينز) عندما سألناها عن رأيها بزيادة انتاج النفط وما سيدر ذلك من خيرات على الشعب قالت بتهكم : نحن شعب بلانا الله بمجموعة من المسؤولين الذين لا هم لهم الا انفسهم ، ما جعل المواطن العراقي يندم على ترشيحهم للفوز بالانتخابات ، كنا نامل ان يكون مرشحونا يدركون الحاجة الماسة للخدمات اولا فأين هي تلك الخدمات، اين المجاري ؟ اين الشوارع المبلطة؟  هل سيتم تخصيص مبالغ كافية لتحسين تلك الخدمات التي يتعلل المسؤول بنقص التخصيصات لصيانتها او تبديلها ، هل سنجد بعد زيادة الانتاج او حتى ارتفاع سعر النفط عالميا ان هناك زيادة  على الموازنة العامة ولابواب الخدمات بالتحديد ؟ سوف تذهب تلك الزيادة بلا شك الى جيوب المسؤولين وستبقى الخدمات السيئة كما هي . احد المتبضعين سمع حديثنا فتقدم ليدلي بدلوه قائلا : يا جماعة لو ارتفع الانتاج الى 5 ملايين برميل يوميا لن يتغير حالنا ما دام ( الفرهود ) موجودا وما دامت الضمائر ميتة ، وما دام المواطن المسكين ساكتا عن حقه والنهب لامواله مستمرا ، والا ماذا نقول للذين اعدوا الموازنة وهم يؤكدون انها اكبر موازنة في تاريخ العراق ؟ هذه الموازنة يا اخوان تعادل موازنة اربعة دول من دول الجوار ، ولكن ما الفائدة من الارقام اذا كانت لا تخدم مصلحة المواطن . رجل الحراسات في احدى مناطق بغداد عندما سألناه عن مشاعره بزيادة الانتاج النفطي قال : وما الفائدة من الزيادة اذا كانت طرقنا مقطعة الاوصال وملفنا الامني ما زال مخترقا ، انا افرح عندما تزال السيطرات ويرجع رجل الأمن الى مكانه ، فرحتي لا توصف عندما لا نجد متسولا في الشارع ولا امرأة تقف في التقاطعات المرورية معرضة نفسها لخطر الدهس من اجل ان تبيع ( البخور او العلكة ) ، فرحتي كبيرة عندما نرى شارعنا نظيفا ومعبدا هذه هي فرحتي اما ارقام زيادة الانتاج فلا تفرحني لانني متأكد انها لن تسخر لخدمة الشعب . الطاقة الكهربائية الطالب لؤي عبد الكريم التقيناه في محل لبيع الملابس الرجالية وسألناه عن مشاعره ازاء زيادة البراميل النفطية وهل يعتقد ان امور البلد سوف تتغير وان الخدمات سيتم المباشرة بها جراء تلك الزيادة قال لؤي بسخرية : لا اظن اي تغير سوف يطرأ على حالنا بل سنسير من سيئ الى اسوء ذلك لان تلك الزيادة سوف تذهب الى الجيوب التي لا تتعب من الامتلاء ، وهل سنظن ان تلك الزيادة في البراميل سوف تسخر لحل مشكلة الكهرباء مثلا او بناء مستشفيات او القضاء على  الامية او بناء مساكن للفقراء ، علينا ان لا نفرح بأية زيادة ذلك لأن التخطيط معدوم والنهب لخيراتنا موجود ، صاحب المحل قال : نادى بعض الساسة بتوزيع مبالغ على الشعب من عائدات النفط والان جاءت الزيادة وهذا يعني ان العائدات ستكون مجزية خاصة للمحتاجين من الفقراء والارامل هل ستزداد مثلا تخصيصات شبكة الحماية الاجتماعية ؟ هل ستزداد مفردات البطاقة التموينة وتتحسن مفرداتها بالتاكيد لا ، انا غير متفائل بهذه الزيادة لانها لن تخصص للشعب . ملف الأزمات صاحب سيارة اجرة عندما سألناه عن رأيه في تلك الزيادة قال : لدينا ازمات عديدة منها ازمة السكن والبطالة والكهرباء هل هذه الزيادة ستحل تلك الازمات التي تتفاقم يوما بعد اخر ؟ انا في رأيي ان هذه الزيادة لن تغير من واقع حالنا شيئا وسوف تزداد مشاكلنا ، ذلك ان القائمين على امرنا لا يعرفون او لنقل انهم يعرفون جيدا نقص

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram