ليث عبد الكريم الربيعي دائما ما كانت دهاليز السياسة تغري السينمائيين في كل مكان لتكون فحوى لأفلامهم في مسعى منها لتكشف عن كثب ما يدور في كواليسها الخفية من صراعات ومؤامرات ودسائس ومكائد، تظهر فيه الوجه القبيح للسياسة وما يعتريها من خداع ومكر. هذه المرة يطّل علينا الممثل النجم (جورج كلوني) في فيلم من إخراجه وكتابته ب
لاشتراك مع (غرانت هيسلوف) وإنتاجه، فضلا عن أدائه دورا ثانويا فيه يقترب كثيرا من هذه الأجواء في ظل الحملات الدعائية المحمومة لمرشحي الرئاسة الأمريكية. (منتصف شهر مارس) المقتبس عن مسرحية عرضت في برودواي عام 2005 بعنوان (شمال فاراغوت) يفتتح مشاهده ويختتمها بـ (ستيفن مايرز)، معاون مدير الحملة الدعائية للحاكم المرشح (مايك موريس) الذي يكتشف بعد معاشرته الموظفة (مولي ستيارنس) أن المرشح سبق وان عاشرها وها هي الآن حامل منه، وجرى ذلك بعدما ابتزها لقاء مبلغ من المال، فيضطر (ستيفن) للتكتم على الأمر وإقناعها بالإجهاض ومغادرة العمل والمدينة.أثناء ذلك يكتشف مدير الحملة الدعائية (بول زارا) أن (ستيفن) ليس لديه ولاء للمرشح (مايك موريس)، وقد يفكر بالالتحاق بفريق المرشح المناوئ (بولمان) خصوصا بعد اكتشافه انه عرض عليه الأمر من قبل مدير الحملة الدعائية للمرشح (توم دافي)، لذا يقرر طرده خارج فريق العمل، هنا تزداد الأمور سوءاً على (ستيفن) خصوصا عندما يصله خبر انتحار (مولي)، فيقرر الانتقام من (بول)، ويبدأ بابتزاز المرشح (موريس)، ويجبره على تعيينه كمدير للحملة الدعائية وطرد (بول) من عملهن ويرتب (ستيفن) الأمر مع المرشح الآخر (تومسن) ليتنازل عن نقاطه إلى (موريس).الفيلم من الناحية الدرامية جيد خصوصا وان السيناريو محبوك بشكل رائع وسلس ودائما ما تكون الحلول الدرامية سهلة وتقدم شيئا جديدا لمسار القصة، فضلا عن التصاعد في الإيقاع مع تقدم زمن الفيلم، وما تثيره الموسيقى من توتر درامي يتنامى في المشاهد المهمة كلقاء (ستيفن) بـ (موريس)، ولقاء (ستيفن) بـ (بول) بعد تنحيه عن منصبه، أيضا بقاء ظلال موت (مولي) ترخي سدولها على النصف الثاني من الفيلم ما يزيد من سوداوية الأحداث وتعاستها، حتى أن المخرج يصر على ذلك بجعل فتاة جديدة تأخذ دور القديمة للدلالة على استمرار الفساد وديمومته في أجواء السياسة الأمريكية.
(منتصف شهر مارس).. دهاليز السياسة وفنونها الماكرة
نشر في: 7 مارس, 2012: 07:46 م