TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كراسيّ كبيرة وأخرى صغيرة

كراسيّ كبيرة وأخرى صغيرة

نشر في: 7 مارس, 2012: 07:54 م

يوسف علوان الصراع الذي يدور على الملأ بين سياسيينا على الكراسي الكبيرة وامتيازاتها التي لاهمّ لهم سواها، رغم ما يعانيه الشعب من وضع أمني تسوده الاختراقات والتفجيرات وسوء الخدمات ونقصها والبطالة التي تخيّم على شباب البلد وتتركهم فريسة للعوز. وتدمير الصناعة الوطنية والزراعة التي هجرها مئات الآلاف من الفلاحين بعد أن باتت لا تسد تكاليفها. كل ذلك  هو بسبب جهل هؤلاء السياسيين بأمور إدارة البلد بالشكل الصحيح. وتقديمهم مصالحهم على مصالح الشعب الذي انتخبهم وأوصلهم إلى هذه الكراسي.
كل هذا الصراع  نشهده ونراه ونلمسه كل يوم. غير أن هناك صراعا على مستوى آخر يدور على الكراسي الصغيرة. رغم ما تعرّض له العراق، الذي دمرته سنوات حروب ما قبل 2003، ومآسي ما بعدها، وتدمير جميع بناه التحتية، وكذلك نفسيات أبنائه، بات هذا البلد، وبعد أكثر من تسع سنوات بلداً متخلفاً بالنسبة لتاريخه الطويل، وهو الذي شرّع القوانين وبنى حضارة ما زال العراق يُسمّى بها . ومن خلال هذا الركام شهدت بعض مؤسساتنا جهوداً حثيثة لتحسين عملها وتقديم الخدمات لمواطني هذا البلد. ومع وجود هذه المحاولات للعودة بالبلد إلى صورته الحقيقية، ووجوب الإشارة لهذه الحالات بالبنان، إلا أن محاولات هؤلاء الناس المخلصين لم تسلم من أولئك الذين لا  يريدون الخير لهذا البلد، وقد شهدت –لسوء حظي- حالة لعرقلة الجهد الحثيث لهؤلاء الذين يسعون لإعادة البنى التحتية كلاّ لدائرته أو مكان عمله، وكنت مواكباً لذلك الجهد الحثيث والصبور على المصاعب للعبور إلى ضفة النجاح، الجهود كانت صعبة جداً، وبالأخص في ظروف العراق بعد 2003، وكانت إعادة الدوائر، التي نهبت وفرغت من معداتها، لهذا العمل جهوداً يجب أن يتذكرها الجميع.ما الذي حصل بعد أن قامت هذه الدائرة أو تلك بإعادة عملها ونجاحها في تقديم ما منوط بها بشكل صحيح وسليم؟! استبدلوا الناس الذين أسسوا وعملوا لإعادة هذه الدوائر.. وأُبعدوا لتأتي المصالح الحزبية بأناس غير كفوئين ولا مقتدرين.. فقط لأنهم من هذا الحزب أو الطائفة أو المقربين من ذلك السياسي أو هذا.. وهكذا هدم، مرة ثانية، ما قام المخلصون ببنائه وإعادة الكرّة مرة ثانية.. لا لشيء بل لعرقلة مسيرة البلد وليمنع من النهوض مرة ثانية.. وكان ذلك بسبب الصراع على الكراسي الكبيرة بين السياسيين المتنفذين، الذي نراه على الملأ.. لكنه لا يظهر للعيان على الكراسي الصغيرة.. وهو الأخطر.. لأنه أساس التخلف والفساد والفشل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram