اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > رؤيـة عــــراقية للربيــع العـربيّ

رؤيـة عــــراقية للربيــع العـربيّ

نشر في: 7 مارس, 2012: 07:55 م

جواد الخوئي* يبدو أن السؤال ملحّ هذه الأيام عن حدود تأثير المواقف التي يتخذها العراق في خضم متغيرات الربيع العربي على أمنه الاستراتيجي وعلاقاته ودوره الإقليمي والدولي خارجياً، وعلى توازنات القوى وسلمه الأهلي داخلياً . فلو نظرنا إلى الخريطة المعقّدة من الدوافع المحلية والإقليمية والدولية
بشأن تغيير الأنظمة العربية ، ابتداء من تونس ومصر فليبيا واليمن وصولاً إلى الأزمة السورية ، والانفتاح على جبهات أخرى للتغيير لوجدنا تحديات كبيرة أمام العقل الاستراتيجي العراقي أختزلها بالنقاط الآتية : 1- وصول تيارات إسلامية معروفة مثل الإخوان المسلمين والسلفيين إلى الحكم في تلك الدول مما سيرتب احتمالات تعمق الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة مما يزيد في الشد الإسلامي – الإسلامي ، الإسلامي – المسيحي.2- ضعف خبرة الوسط الشعبي الذي أنتج الثورات في دول الربيع العربي مما يتيح لمفاصل الحكم في تلك الدول اختراقها مخابراتياً ، وهذا يطرح تحدي انفتاح الساحة العربية برمتها لتكون ساحة صراع دولي.3- تعدد مستويات القوى في دول الربيع العربي وهنا مؤشر على احتمال تحوّل تلك الدول إلى ساحات لحروب أهلية واسعة النطاق وميادين لتجارة الأسلحة والمخدرات والممنوعات.4- رفع مستوى التحدي الإيراني – العربي – التركي في المنطقة يضع العراق في صميم معمعة صراع قوى إقليمية وسيكون في كل الأحوال الخاسر الأكبر فيها إذا ما اختارت تلك الدول تحويل الصراع إلى أرضه .وبناء على ما تقدم فإن تلك التحديات المحدقة بالوضع العراقي تفرض مستوى معيناً من التفاعل السياسي وتتطلب آليات محددة من ردود الفعل في السياسة الخارجية تنتمي إلى دراسة النتائج لا محاولة التداخل فيها .علماّ أن التيارات الإسلامية التي قفزت إلى السلطة في دول الربيع العربي لن تكون بالضرورة محكومة برؤية مذهبية،  مثلما سيكون من الصعب أن تغامر بالدخول في صراع التيارات الإقليمية في المنطقة ما يتيح المجال لاستقطابها نحو علاقات ومعاهدات دائمة مع العراق .يبقى أن الخطر المحدق بالبلد هو من محاولات نقل الصراع الإقليمي إلى مستوى مذهبي ومن ثم نقل ذلك الصراع على الساحة العراقية . ويمكن احتواؤه بالتداول السلمي للسلطة وتطبيق نظم العدالة الاجتماعية لحل الأزمات الداخلية والتظلمات ، وأرى في ذلك الحل الأمثل لمواجهة هذا التحدي .الجانب الدينييجب التفريق بين الإسلام السياسي والإسلام الديني الذي جاء رحمة للعالمين ، أما الأول فيعمل كأي حزب آخر ويسعى لتسييس الدين وجعله وسيلة لغايات شخصية ، وهنا أنوه للجميع والغرب بالخصوص بأن ينفتح ويتعرف على المدارس والمرجعيات الدينية الحقيقية والمعتدلة والأكاديمية التي تفصل بين الدين والسياسة . فإذا كان صعود القوى الإسلامية المحافظة مصدر قلق للخط الإسلامي المعتدل والوسطي ، فمن المؤكد  أنه سيشكل الخطر الأكبر الذي تخشاه الأقليات الدينية والعرقية ويقلب التغيير في دول الربيع العربي إلى خريفٍ بل شتاء ..ولا أخفي عليكم قلق المرجعيات الدينية والحوزة العلمية في النجف الأشرف من الهجرة الجماعية القاسية للأقليات الدينية والعرقية من المسيحيين والصابئة والأيزيديين وغيرهم من العراق ..وقد سعت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية في النجف الأشرف بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات وقيادات دينية ومدنية ، مسيحية وإسلامية للحد من العنف والكراهية والتفرقة والتشرذم وزرع المحبة والإخاء والسلام بين بني البشر امتثالا لنهج الإمام علي بن أبي طالب (ع) حيث جعل بني البشر صنفين ( إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) .مقترحات1-إن السياسة الخارجية للدول لا تبنى على أسس العواطف والتمنّي بل بتحديد مسارات مصالح شعوبها ، وأود أن أشير بالتحديد  إلى أن مصلحة الشعب العراقي اليوم تستدعي دراسة إمكانات العراق وأسباب الخلافات الداخلية ، وتحديات المنطقة ، وتعقيدات الربيع العربي ، قبل المغامرة باتخاذ مواقف (مع أو ضد) . وبما انه يتمتع بتعددية مذهبية ستمنحه حق تجنب الانخراط في صراع القوى الإقليمي وبالمقابل الحفاظ على علاقات طيبة مع الدول المتصارعة ، كون اتجاه متغيرات الربيع العربي التي حصلت والتي يتوقع أن تحصل مفادها أن تركيبة المؤثرات الداخلية والخارجية التي تتحكم بمفاصل حركات التغيير لا يمكن أن يكون للعراق دور في تغييرها في هذه المرحلة على الأقل ، ما يستدعي عملاً إستراتيجيا بعيد الأمد لفهم تلك المتغيرات أولا ، ومن ثم العمل بإستراتيجية تنسجم مع مصالح العراق العليا .2- الحل الأمثل لدول التغيير هو الإسلام الوسطي المعتدل الذي يؤمن بالديمقراطية والمفاهيم العصرية ولم يتعارض مع حرية الرأي وحقوق الإنسان واحترام الآخر. والبدء بتأسيس مجتمع مدني ، وخير من يمثل هذا النهج هو الأزهر الشريف والنجف الأشرف .3- من أهم ما يبنى عليه البلد في حاضره ومستقبله هو الدستور، فعليه لا يفترض التعجل في كتابة الدستور والإسراع بإجراء الانتخابات في ظل هذه الظروف المضطربة . على الدول الأوروبية أن تتعامل من خلال مؤسساتها العلمية والفكرية والأكاديمية عن كيفية بناء الإنسان الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram