حازم مبيضين أخيراً امتلك القيادي الحماسي محمود الزهار الجرأة, ليعلن موقفه من المصالحة الفلسطينية, واتفاق الدوحة بين قائد حركته خالد مشعل, والرئيس الفلسطيني محمود عباس, وتمثلت جرأته بقوله إن عدم إتمام المصالحة يعود لعناصر خارجة على الإطار الفلسطيني لا ترغب بإتمامها, ولم ينس الشيخ أن يتهم بذلك أميركا وأوروبا ومعهما إسرائيل, التي تمنع تنفيذ الانتخابات,
التي تعد مفصلا مهما من مفاصل المصالحة, ولتبرئة حركته شدد أن هذه هي الإشكالية الوحيدة في الموضوع, وبمعنى أن الأمر ليس شأناً داخلياً فلسطينياً, وشدد شيخ غزة على صعوبة تحقيق اتفاق الدوحة في هذه الظروف, والسبب المعلن عنده لتلك الصعوبة, يتمثل في استحالة قيام الرئيس عباس, الذي من المفترض أن يكون رئيساً للوزراء , بإجراء انتخابات لأن إسرائيل سترفض ذلك, وفلتت منه إشارة إلى اتفاق القاهرة, الذي عرقلت تنفيذه اشتراطات حماس, على أمل أن يكون الفلسطينيون نسوا من أطاح ذلك الاتفاق, الذي دعا لتشكيل حكومة تكنوقراط, وكأنه ليس بوسع عباس اليوم, تشكيل حكومة من التكنوقراط.في نفي لكل تصريحاته أعلاه, أنكر الزهار وجود انقسامات في الحركة, وكأن رفض حماس غزة, لاتفاق عقده رئيس المكتب السياسي, لا يعد تبايناً صارخاً يقود بالضرورة إلى الانقسام, أما انقسام حماس على أساس الداخل والخارج فهو بالتأكيد يا شيخنا لا يعود للمنطق الجغرافي, بقدر ما هو انقسام لن تخفيه مقولات إن الموقف السياسي موحد , وأن هناك مؤسسةً تحسم الأمر, بعد أن يتم تبادل الآراء في الجلسات, ويكون الحسم للأغلبية, ولا نظن أن الزهار يجهل أن التقنيات الحديثة في عالم الاتصال, تتجاوز عقبات الجغرافيا وتلغيها وتسخر منها, لكن الأمر يتوضح حين يقول إن أمر عودة مشعل إلى غزة مرهون برغبته, شريطة أن يسبق ذلك توفير الأجواء الأمنية المناسبة, والحصول على موافقة مصر, التي يعرف جيداً انشغالها بأمور داخلية, تتجاوز في أهميتها التفرغ لعودة مشعل, وبما يعني عملياً أن لا عودة قريبة لرئيس مكتب حماس السياسي إلى إمارة غزة, التي يبدو واضحاً أن الزهار يحكمها, رغم وجود رئيس الحكومة المقال اسماعيل هنية. في تصريحاته الأخيرة يشرق الزهار ويغرب, بين موقف حركته من سوريا, محاولاً كسب رضا النظام والمعارضة في آن معاً, فهو يكشف عن نصيحة قدمتها حماس للنظام, بإعطاء الشعب السوري حقوقه, حتى تقوى البلاد, حكومةً وشعباً لاسترداد الجولان المحتل, وهو في الوقت عينه يسأل بتساذج لا نحسده عليه, إن كان المطلوب من حماس مواجهة الشعب لصالح النظام, أم مواجهة النظام لصالح الشعب, في حين أنها لا تمتلك جيشاً في سوريا, وكأنه يلمح أنه لو كان يمتلك جيشاً لاتخذ موقفاً, دون التصريح إلى جانب من سيقف جيشه, لكنه أفصح في موقع آخر, أن خروج قيادات حماس من دمشق, كان قراراً فردياً لا موقفاً سياسياً, وبمعنى أنه حتى اللحظة, فإن حماس لم تتمكن من التوصل إلى رأي موحد, حول ما يجري في بلاد الشام, ومهم قراءة موقف الزهار من العلاقة مع إيران, فهو يرى أنها يجب أن تكون مثالا يحذى حذوه في العالم الاسلامي, طالما واصلت تقديم الدعم لحركته.وبعد, ياشيخ زهار, تعلم قبلنا أن الحلال بين, والحرام بين, لكننا نسألك لماذا تقودنا بتصريحاتك إلى الكثير من الأمور المشتبهات.
في الحدث: الزهار والأمور المشتبهات
نشر في: 7 مارس, 2012: 08:52 م