TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: ألهاكم التكاثر

السطور الأخيرة: ألهاكم التكاثر

نشر في: 7 مارس, 2012: 09:01 م

 سلام خياط من يقدر له عبور جسر ببغداد يوصل رصافتها بكرخها ، أو يقيض له  أن يسير الهوينا بمحاذاة دجلة الخير، سيمتلئ قلبه قيـحا مما آل إليه حال النهر ، فجرفه مهجور ومهمل ، وللنفايات على ضفتيه مقام ومرتع . والماء في حوضه شحيح  ، يحاكي ماء ترعة مغمورة بالأشنات .هذا كله في موسم نزول الأمطار ، فماذا سيكون عليه الحال إن حلً موسم الصيهود ؟؟
الدول لا تبنى بالتمني ، ولا بالخطب التي فقدت مضامينها ، ولا بالشعارات الفضفاضة والوعود الخلًب، ولا باللافتات البراقة المحشورة بالصور،، العامرة بالأخطاء النحوية والإملائية ونحن في بلد سيبويه . الدول ذات السيادة لا تتراخى عن مضامين السيادة ، وأولها : الحفاظ على الحقوق والقوانين التي أقرتها منظمات المجتمع الدولي - الحقوق المائية - في قائمة الأولويات.من المسوؤل عن إهمال شريان الحياة الدافق بعد سنوات تسع عجاف وتركه ترعة تستدر الحزن ؟ من ينبذ الحزازات والمماحكات وتبادل التهم والكيد ورد الكيد ، من يترك حلبات المصارعة والملاكمات السياسية لمن لا يملكون غير عضلاتهم دون قطاف العقول ؟ من يستهين بالغنائم السائبة ويتقي الله في الأمانة ، ويلتفت لهذا المغدور ، يرعاه ويحمي ضفافه ، ويعيد هيبته المسلوبة من دول الجوار ... يستعيده نهرا كل قطرة من مائه تعادل ماء العيون.غور دجلة والاستهانة بوجوده ، وبما يتمخض عنه من عطش بلد وشعب .. يذكرني بفيلم قصير جدا فاز بجائزة دولية كبرى لمضمونه الإنساني البليغ:المنظر : رحبة قفر ، إلا من شجيرات عجفاء، جمهرة من الناس يبدو عليهم البؤس والضنك ، ثيابهم مهلهلة ، عيونهم زائغة ، يقفون أسرابا ، ينتظرون دورهم للاستقاء من صنبور وحيد  يتدلى من خزان ضخم محمول على ناقلة ، وفرتها لهم إحدى المنظمات الإنسانية ، يتزاحم اثنان على أولوية ملء الجرة . يتصارعان . أوانيهم فارغة ، والحنفية تذرف ماءها المتدفق سدى. . يتطور الشجار بالألسن إلى عراك بالأيدي ، تتبعها ركلات بالأرجل . الجمهور العطشان الذي جاء يستقي الماء ، انقسم . هذا يشجع هذا ، وذاك يشجع ذاك ، الكل مشغول بنتيجة ما سيسفر عنه الشجار. غافل تماما عن أوانيه الفارغة التي جاء بها ليتزود بالماء ، الكاميرا ما تني تتنقل بين المتصارعين والجمهور والصنبور الذي ظل يذرف ماءه على الأرض ! وحين ينتبه أحدهم أن الخزان قد نفد ماؤه ، وتوقف جريان الماء في الصنبور.. يجيء وقت الندم .. يعود الجمهور الذي جاء يستقي ، خائبا ، خالية جرارهم ، فلا هم أصابوا منالهم . ولا هم انتبهوا أن الماء في الخزان ، كان سيكفي الجميع ، ويرد عنهم غائلة الموت من العطش..أقارن .. وأصب اللعنة على من يفرط بجرعة ماء عذب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram