TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > إدوارد سعيد رؤية نقدية

إدوارد سعيد رؤية نقدية

نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 04:18 م

هادي العلوي وجدت جولات صراع مع الاستشراق في مواسم متفرقة ، لعل أطولها هي التي خاضها الماركسي حسين مروة في سفر النزعات . ولم يصل العلامة الشهيد مع ذلك إلى حد إعلان الحرب ، ثم القطيعة ، فهذه كانت بانتظار الليبرالي إدوارد سعيد ، الذي انجز مهمة كان على الماركسيين العرب إنجازها دون الليبراليين ، المنتمين عضوياً الى الغرب .
ويبدو لي أن حرب إدوارد سعيد على ضراوتها لم تنتج مقابلها الايديولوجي . لقد طبع كتابه باللعبية مرتين ووزع توزيعاً جيداً لكن علاقة المثقف العربي بالاستشراق لم تتزعزع . ويمكنني الزعم أن ادوارد سعيد أخفق في  الوصول الى هدفه الكبير .. ويرجع ذلك أولاً إلى التقاليد الاستشراقية في الوعي الثقافي العربي وهو لايزال وعياً طرفياً (كولونياليا) يدفع باتجاه الغربة ويتميز بنزوع كوزموبوليتي نحو الغرب . وللاستشراق هيبة في صدور المثقفين العرب يصعب انتزاعها  بكتاب مهم بلغت مصداقيته .الثاني يرجع إلى الكتاب نفسه ، وهو عمل علمي ذو اهمية فائقة ويتمتع بمصداقية  كبيرة في معظم استنتاجاته . إلا ان دائرة بحثه كانت ضيقة  بسبب اقتصاره على دراسة الاستشراق من خلال غرارات المسنشرقين كمتخصصين في تاريخ الشرق . والاستشراق عندما يُؤخذ كظاهرة إيديولوجية لايتحدد بالمستشرقين وأعمالهم ومعاهدهم أو أو اقسامهم المتخصصة في الجامعات بل هو نفس علم التاريخ الغربي القائم على العرقية الأورو_ مركزية في تناوله لتاريخ العالم . والمنهجية الاستشراقية في هذا النطاق قطاع عمل مكرس مهنياً للشرق ضمن الدائر ة العامة لهذا العمل ، وهي لاتستقل عنه إلا من حيث حقل العمل المتخصص لها . قد يشار هنا الى افراد المستشرقين حينما يتجه بعضهم تحت تأثير معرفي أحادي إلى الكلام خارج المقتضى الأورومركزي في مفصل كتاباته ، وهو ما يحصل كثيرا لدى المستشرقين الأكثر انغلاقاً .إلا أن هذا لايتداخل مع المنهجية العامة لعلم التاريخ بمنحاه الأورومركزي المسيطر على العقلية الأوربية  والغربية عموما . يمكننا الكلام عن خرق كبير حدث هنا على يد ماركس وانجلز وهما فيلسوفان خارجيان بالتمام ، أعني انهما ليسا غربيين . وبحدود ماتنولته اعمالهما الشديدة التفرّغ من قضايا في التاريخ وحدود معلوماته الشحيحة عن الشرق . مثل ماركس وأنجلز الغرار الذي يمكن لمؤرخ أممي ان يتناول به تاريخ الحضارات  والشعوب بمنهج علمي نزيه .إلا ان تأثير الفيلسوفين لم يكن من العمق بحيث ينجز القطيعة مع منهج علم التاريخ الغربي . وهذا يصح ليس فقط على عمل المؤرخين البرجوازيين بل على الماركسيين ايضا .جزء من دراسة عن الاستشراق نشرت في مجلة المدى 2003

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram