 خليل جليلعادة ما تنطلق التصريحات والآراء الجاهزة بعد سحبة كل قرعة لأية مسابقة كروية  مهمة كالتصفيات المونديالية، منطلقة من وجهات نظر مختلفة ورغبات وعواطف متطرفة احيانا صوب هذا المنتخب او ذاك وفق ما يُسمى او ما يتعارف عليه بالمجموعة المتوازنة وتلك المجموعة الحديدية او المجموعة النارية وغير ذلك من مصطلحات قاموس كرة القدم.
بالامس وبعد ان اتضحت ملامح ومعالم المجموعتين الآسيويتين الاولى والثانية اللتين تضمان افضل عشرة منتخبات في القارة الصفراء تتصارع على اربع بطاقات مباشرة مؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل تعالت في الاوساط الكروية مواقف التقييم واستطلاعات مقاييس التنافس مستندة على قواعد تقليدية تقول هذا كبير وذاك صغير من دون الالتفات الى انعطافات التحول السائدة في اجواء كرة القدم وفي اي مشوار تنافسي يقلب كل التوقعات ويدحض كل الاحتمالات في وقت باتت فيه كرة القدم لا تعرف صغيراً او كبيراً بقدر ما تعرف وتعترف بالمنهجية التدريبية وبرامج  الإعداد التي تقوم على تخطيط علمي ومهني سواء للاتحادات الوطنية أو لطواقم التدريب التي تعرف ما تعمل وماذا تريد في مهمتها.بالأمس دخلت افضل عشرة منتخبات آسيوية رسميا المعترك الحقيقي المؤدي الى نهائيات كأس العالم المقبلة وسط تكهنات وتوقعات عـدّها  البعض أن هذه المجموعة متوازنة وفق أهوائه ومقاييسه والآخر عـدّها قوية وغير متوازنة مستنداً الى قناعات مغايرة ليستمر مسلسل التوقعات من دون ان نلتفت الى مسألة واقعية ومنطقية تحترم مثل هذه الآراء من جهة، لكنها تحترم من جهة ثانية المستجدات على صعيد المنافسات في الوقت ذاته خصوصا ان المنتخبات كلها متواجدة في الدور النهائي من اجل المنافسة والصراع وليس للمشاركة وطبعا لها الحق في ذلك.فهل كنا نتصور ان المنتخب السعودي سيودع السباق بسهولة ، وهل توقعنا ان قطر ستنتزع بطاقة الوصول الى الدور الرابع في الدقيقة القاتلة، وهل توقعنا ان يشق المنتخب اللبناني طريقه بهذا الشكل؟ والامثلة كثيرة.ربما يجد المتابعون والمرشحون بأن المجموعة الاولى هي مجموعة متوازنة في حين يرى المعسكر الآخر بان المجموعة الثانية هي الاقوى والاصعب والاكثر شائكية وهكذا يستمر مسلسل التقييم الجاهز لقرعة الامس لاسيما وان كل المنتخبات العشرة تأهلت الى السباق النهائي من التصفيات وهي تمتلك مقومات التأهل وان كان هناك تباين نسبي في مستوياتها الفنية.واذا كان هناك مَن يعتقد بان منتخبنا الوطني قد وضعته القرعة في مجموعة سهلة اخذ بنظر الحسبان الابتعاد عن المنتخب القطري فاننا سنصطدم لا محالة بقدرة اليابان وقوة استراليا وعناد المنتخب الاردني وتطلعات المنتخب العُماني والحال ذاته لو وضعتنا القرعة امام  شراسة المنتخب الايراني وتجارب الكوري الجنوبي القوية مع نهائيات كأس العالم والقوة الآسيوية الصاعدة كالصاروخ الكرة الاوزبكية وبسلاح  الكرة القطرية المعنوي المتسلحة بتضييف مونديال 2022 والوجود الغامض للمنتخب اللبناني.اذن كل منتخبات المجموعتين تتطلع الى هدف مشترك وتنطلق برغبة واحدة صوب اربع بطاقات مباشرة بدلاً من دخول دوامة اللعب على البطاقة الخامسة في ملحق اكثر تعقيداً مع خامس امريكا الجنوبية.لتذكير اتحادنا الذي يعتقد بان مهمتنا سهلة في الدور الرابع، ان عدداً من مدربي المنتخبات المتأهلة الى الدور الرابع والاخير طالبت الاتحادات التي تعمل معها بان تأخذ بنظر الحسبان برنامجاً يومياً وليس اسبوعياً للاعداد المثالي  والسبب واضح، لان هؤلاء المدربين يريدون ان يعملوا بعد الان عن قرب مع منتخباتهم لكي تكون مستعدة للمعركة الشرسة في التصفيات التي تنطلق في الثالث من حزيران المقبل.