بغداد/ المدى من حين إلى آخر تقتحمك أصوات أغان عالية منبعثة من سيارات تمر من حيك السكني وتقترب شيئا فشيئا لتمر من قرب منزلك ، يزعجك الصوت وما تحمله كلمات الأغنية من قلة حشمة، وربما تستحي وتخرج من منزلك إذا كان معك أناس يكبرونك في العمر أو أبيك أو أمك، ناهيك عن تأثير تلك الأصوات على الأطفال والمرضى خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، حين يأوي البعض إلى فراشه طلبا للراحة .
أغلب من يتسبب في هذه الإزعاجات هم شباب يقومون بهذه السلوكيات وهم في راحة تامة غير مكترثين للآخرين وما يصيبهم من انزعاج بسبب تلك الأصوات المرتفعة، فلماذا يقوم بعض الشباب بهذه السلوكيات؟ وهل يعد سلوكا ضمن نطاق الحرية الشخصية أم أن حرية الشخص تنتهي عندما تلامس حدود حرية الآخرين؟. الاستطلاع التالي يسلط الضوء على هذه الظاهرة ويعرض آراء فئات مختلفة حولها متطرقا إلى أسبابها وطريقة علاجها.بعض المتحدثين يرجع سبب القيام بمثل هذه التصرفات إلى فترة المراهقة التي يعيشها المراهق ويعتبر رفع صوت الأغاني مستحسنا في حالات محددة ، محمد حسن 19 عاما ـ يتحدث عن الموضوع فيقول :رفع صوت الموسيقى أو الأغاني في السيارات ربما يعود إلى أن بعض الشباب يعيش مرحلة مراهقة وهناك كثير من المكبوتات لا يستطيع التعبير عنها إلا برفع صوت الموسيقى. متحدثة حذرت من أن تترسخ الظاهرة وتصبح سلوكا يوميا ، وتقول سجى علي 30 عاما الموسيقى المرتفعة التي تنبعث من سيارات الشبان لا تعبر عن أخلاق ، وهو سلوك منافٍ لعادات المجتمع ، فلماذا لا يقوم بهذا السلوك أصحاب السيارات كلهم أم أن هؤلاء لديهم ما يميزهم عن غيرهم . إنه لا يجوز مرور تلك السيارات وهي ترفع صوت تلك الأغاني من قرب بيوت بها أناس يحترمون بعضهم البعض ، مضيفة " هناك من يقول لك أن هذا السلوك يقوم به البعض فقط في ظروف خاصة كالمناسبات العائلية ، ونحن نقول أن تلك أفراح عائلية والكل يعرفها ويحترم طقوسها ولكن أن تنتشر هذه الظاهرة وتصبح سلوكا يترسخ يوما بعد يوم فهذا ما لا نقبله .ويعتقد محمد عبد الله 20 عاما بأنه إذا لم تتخذ إجراءات من المتسببين في إزعاج الناس فإن السكوت والتقاضي عن الظاهرة سيؤدي إلى انتشار ظواهر أفظع منها حيث يقول: في الفترة الأخيرة لوحظ تزايد أعداد الشباب الذين يتعمدون رفع صوت الموسيقى في سياراتهم ويمرون بالشوارع وبسرعة منخفضة وظني أن أهدافهم غير بريئة فهم يلتفتون يمينا ويسارا غير مركزين على سياقة السيارة وقد سببوا الإزعاج للناس وكسروا حاجز الحشمة بين أفراد العائلة التي أحيانا تكون جالسة في أمان وفجأة يخترق صوت الأغاني الأوروبية والعربية، سواء كان الوقت ليلا أو نهارا فهم أناس لا يعيرون اهتماما لمشاعر الناس ، في الحقيقة إنه إزعاج مسكوت عنه ولكن إذا لم تتخذ إجراءات من المتسببين فيه فإننا سنرى ما هو أفظع من السلوكيات في القريب العاجل . فيما يقول حسان ماجد 24 عاما إن إقدام بعض الشباب على هذا التصرف قد تجاوز حدود الحرية الشخصية وتابع يقول: إن سماع الموسيقى شيء ممتع ولكن ضمن نطاق لا يزعج الآخرين ، وللأسف أننا أصبحنا نسمع من حين إلى آخر موسيقى صاخبة تنبثق من سيارات شباب تمر بالأحياء السكنية وهذا لا يدل على أن الفاعل لديه حس أو مسؤولية نحو الآخرين وإنما المهم عنده هو تحقيق غاياته من وراء ذلك السلوك، صحيح أن الإنسان حر في تصرفاته، ولكن مادامت تلك التصرفات لا تمس حريات الآخرين، وهذا السلوك ينبذه الكثير من الناس ويتساءل عن سبب إصرار البعض على إسماع الناس ما لا يرغبون في سماعه . وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أمنيد" البريطانية للأبحاث، عن أن أكثر العوامل التي تشتت انتباه السائق وتؤدي إلى الحوادث هي الانهماك في شجار مع الزوجة أو أي راكب آخر أثناء القيادة، أو الاستماع لموسيقى عالية وذلك بنسبة كبيرة تصل إلى 33.7% يليها التحدث عبر الهاتف المحمول بنسبة 10.4%.كما أصدر نادي السيارات الملكي البريطاني قائمة تضم عشرة أسماء لمقطوعات موسيقية ثبت أنها تساعد على القيادة الطائشة وإثارة الغضب على الطريق، حيث ثبت أن سائقي السيارات يستغرقون تماماً مع الإيقاع المرتفع والسريع ما يقلل من سرعة رد فعلهم في المواقف الخطيرة بنسبة 20%.وأجرى جونتر روتر أستاذ العلوم الموسيقية بجامعة دورتموند بألمانيا، تجربة طلب فيها من أكثر من 1300 سائق أن يستمعوا للموسيقى أثناء التعرض لمواقف مرورية مستعيناً بجهاز محاكة للسيارة.وقد بدا واضحا أن الموسيقى تزيد بشكل فعال من مخاطر وقوع الحوادث داخل المدينة وفي المواقف المرورية الصعبة، ونصح روتر بإغلاق الراديو أثناء القيادة داخل المدينة، ولكن في الرحلات الطويلة فإن أنواعاً معينة من الموسيقى يمكن أن تكون مفيدة.
"الدفان" و"بس بس ميو"...شباب يحولون السيارات إلى "دي جي &quo
نشر في: 10 مارس, 2012: 08:07 م