TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من داخل العراق:كائن فضائي عاطل!

من داخل العراق:كائن فضائي عاطل!

نشر في: 10 مارس, 2012: 08:09 م

 وائل نعمة البطالة، أكثر كلمة استخدمت بعد عام 2003، المتتبع للصحف اليومية ووسائل الإعلام الأخرى المسموعة والمرئية سيحصي تكرار هذه الكلمة بأرقام فلكية. المؤتمرات والندوات الرسمية والشعبية والتظاهرات ، منظمات المجتمع المدني والحكومة وجلسات البرلمان كلها تساهم في رفع سقف عدد كلمة "بطالة" لتصل إلى أكثر من عدد الدرجات الوظيفية المرصودة خلال هذا العام ، وأكثر من مشاريع وزارة العمل لتشغيل العاطلين، وربما حتى أكثر من الموازنة العامة .
بعد سقوط النظام  وحل الجيش السابق  كان الانضمام لصفوف الجيش والشرطة الجديدين متاحا للجميع بدون شروط ، حتى دخل من هب ودب والسبب بالتأكيد هو "السيد بطالة"، ولكن بعد أن زاد انتفاخ دوائر الدولة بالموظفين بعد أن ملأ أباطرة السياسة والمال القادمين من الخارج والزاحفين من الداخل كل مؤسسات الدولة بأقاربهم وأحبائهم، أصبح شرط الانضمام إلى العسكرية هو الرشوة! وبرعت مجاميع متخصصة في الأجهزة الأمنية في اخذ مبالغ بآلاف الدولارات من الشباب لتعيينهم في الشرطة والجيش. لم تكن أوامر التوظيف جميعها صحيحة فالكثير منهم "بلع الفلوس" وهرب.اليوم لدينا أكثر من مليون منتسب في الجيش والشرطة، لا أبالغ إن قلت نصفهم "فضائيون"، يعني يدفعون نصف أو ثلاثة أرباع الراتب وينامون في البيوت. ليس الأمر مضخما، انظر إلى جيرانك، أصدقائك ، زبائن الحلاق ، في المقهى ، سائقي التاكسي والكيات ، معظمهم منتسبون (جيش أو شرطة)، يضحون برواتبهم مقابل المبيت قرب أهلهم ويعوضون الجزء المقطوع من مرتباتهم بالعمل في مهنة أخرى ، كانوا من ضمن البطالة وأصبحوا ضمن منظومة الفساد المالي، يعرفون منزل "آمر الفرقة" والرشوة تتم في الباب ، يتذرعون بأنهم خريجون ويستحقون أفضل من الزي العسكري .وكشفت النائبة منى العميري عن التحالف الوطني في وقت سابق عن  تشكيل لجنة خاصة تكشف أعداد الفضائيين الموجودين في الأجهزة الأمنية بالجيش والشرطة، مبينة أن هناك أعدادا كبيرة جدا لا يمارسون عملهم وان رواتبهم يتسلمها المسؤولون بالأجهزة الأمنية وهؤلاء يسمون بالفضائيين وهذا ما اثر سلبا على واقع الأمن في عموم البلاد ، موضحة أن لجنة خاصة ستبدأ عملها بالقريب العاجل للكشف عن أعداد الفضائيين الموجودين في داخل الجيش والشرطة ". وأكد عضو لجنة النزاهة البرلمانية عزيز العكيلي، وجود ملفات فساد داخل الأجهزة الأمنية، منها ظاهرة "الفضائيين" وبيع مناصب مهمة أو تغييرها بدفاتر الدولارات.وقال العكيلي إن قضايا الفساد في الأجهزة الأمنية تتنوع بين انتشار ظاهرة "الفضائيين"، وبيع مناصب المهمة بدفاتر الدولارات كـ (امراء ألوية أو فرقة)، واختلاس الأطعمة في المواد الغذائية المجهزة للقوات الأمنية.وشرح عضو لجنة النزاهة النيابية، ظاهرة "الفضائيين"، بأن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بشكل واسع في القوات الأمنية، فمثلا: يوجد (1.000) منتسب فضائي بفرقة معنية، فإن الفرقة الأخرى تعمل نفس نظيرتها الأولى، وبالتالي يشكلون ضغطا على المنتسبين الآخرين في الواجبات والعمل، معللاً سبب انتشار هذه الظاهرة بتعيين مسؤولي الفرق بالوكالة وليس أصالةً. لذلك لا اعرف ما معنى الحديث عن البطالة وبعض الشباب  "يتبطرون"؟ وما معنى وجود السيطرات والخطط الأمنية؟ لذا لا تسغربوا مذبحة حديثة ولا "الخميسات " الداميات لأننا بعهدة عناصر فضائية كسولة وضباط فاسدين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram