المدى الثقافي  "حاولت أن اجمع خيوط الزمن منذ كتابة نص الملحمة عام 1800 ق .م حتى يومنا هذا الذي أتوق فيه لان ازرع في أعماق الجيل الجديد من الصحفيين وطلبة كلية الإعلام روح البحث والتقصي والاستكشاف والمغامرة فلم أجد رمزاً مثل  كلكامش ونصباً تعبيرياً مثل الملحمة ".. بهذه الكلمات لخص أ . د هاشم حسن التميمي عميد كلية الإعلام هدف تنظيم الاحتفالية التي أقيمت للاحتفاء بنصب " كلكامش والإعلام".
 ومنذ بدايات ولادة الفكرة جرت عدة لقاءات بين عميد كلية الإعلام والفنان النحات محمد الساعي لتحرير كلكمامش من اسر الأسلوب النحتي القديم ليكون التمثال مجسماً وبالإبعاد الطبيعية مع الحرص على الحفاظ على روح وملامح الشكل القديم وأسلوب النحت مع صياغات ودلالات تعبيرية جديدة. لقد ظهر كلكامش في النصب وهو يحمل عالياً بيده اليمنى صحن الالتقاط الفضائي " الدش " ينطلق منه قلماً برأس مذهب نحو السماء تأكيداً لمقولة أن الحرية حدودها السماء وتأكيداً على استلهام القيم السماوية ، يمسك بيده اليسرى حيواناً مفترساً كدلالة على وأد الإرهاب ونبذ العنف ، أما قاعدة التمثال التي ينساب منها الماء العذب من الأركان الأربعة الى كلمة " News" فتمثل أبعاد الأرض التي سيصلها الكلم الطيب من الإعلاميين العراقيين الواعدين بالإبداع والقدرة على كشف الحقيقة بجاذبية لكل الدنيا.  يذكر أن التمثال يزن 250 كيلو غراما، وارتفاعه مع القاعدة 5، 5 متر ونفذ من مادة الفايبر كلاس المقاومة للطبيعة وقد كتب نصه المسماري الأستاذ منذر علي. وملحمة كلكامش هي أول عمل أدبي تجاوز بيئته لينتشر في معظم أرجاء العالم المتحضر في زمنه ويترجم إلى أكثر من لغة مشرقية قديمة ، ثم تجاوز مدته التاريخية ليستمر قرابة الألفين من الأعوام حياً في العالم القديم .يقول النحات محمد علي الساعي :من بين ثنايا الزمن البعيد .. ومن تحت قيامات ذلك التاريخ المبجل ... العاصي على الفهم لما حوي من انجازات إنسانية حيّرت ومازالت تحير العقول ... من بين هذا وذاك كله ،اطل شخص كلكامش في عملي ليحكي أسطورة بحثه عن الحقيقة من خلال روايته لمفردات الحقيقة نفسها. فهو احد الشواهد الكثيرة على عظم مجدنا التليد وإرادة الفنان ان يكون حاضرا ولو عبر إيماءة بشخصه المهيب ،فلعله يمنحنا دفء اللحظة وثقة الذات بأننا مازلنا متواصلين مع ما كنا نمثله في ذلك الزمن الذي ولُدت فيه أسطورته ..