اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > قـوّة "مـزيّـفـة".. "قاعـدة" حقيـقـيّــة

قـوّة "مـزيّـفـة".. "قاعـدة" حقيـقـيّــة

نشر في: 10 مارس, 2012: 08:24 م

 أحمد حسين صادم ما جرى في قضاء حديثة مؤخراً، ليس بحجم ما خلفه من ضحايا فقط، بل ما كشف من حقائق تثير الرعب والهلع وتبدد كل أمل باستقرار العراق أمنيا وسياسيا على المدى القريب.قوة "مزيفة"، والواقع أن لا زيف فيها سوى ملابسها العسكرية والسيارات الثماني التي كانت تستقلها، فبحسب محافظ الأنبار أنها سيارات مصفحة تعود للشركات الأمنية الأميركية التي باعتها إلى قوات الأمن العراقية لتستخدمها قوات (سوات)،
 وكذلك ما تحمله هذه القوة من هويات وكتب مزورة، وفقا لما جاء في التقرير الذي نشرته "المدى" في السادس من الشهر الجاري.لكن القوة التي نفذت هذه العملية قوة حقيقية بكل معنى الكلمة، بعمليتها هذه تؤكد أن تنظيم القاعدة الإرهابي هو الآخر قوة حقيقية ما زالت فاعلة ونشطة في العراق عموما والمنطقة الغربية خاصة، وهو ما يؤكده رئيس مجلس إنقاذ الأنبار إذ قال "الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة لها نشاط واسع في المحافظة ولديها بعض المتواطئين من الشرطة وهي شبه مسيطرة على المنطقة الغربية وتقوم بعمليات متكررة بشكل يومي ومن يقول إن الوضع الأمني مستتب في المحافظة فهو يكذب فالشرطة مخترقة وتنظيم القاعدة له وجود فاعل". وهو ما يعني أن القاعدة ما زالت فاعلة في جميع مناطق العراق إلا أنها استبدلت هجماتها العشوائية بالعمليات النوعية، واستعاضت عن مجازرها الوحشية بحصد العشرات والمئات من الضحايا بتكتيكات ذات صدى إعلامي مدوّ.ما يثير الهلع هو تصريحات محافظ الأنبار، فهو يتحدث عن تنقل هذه المجموعة الإرهابية بين عدة مناطق في حديثة، فبعد أن هاجمت عددا من نقاط التفتيش التابعة للجيش والشرطة، انتقلت إلى مركز شرطة الحقلانية، لتتوجه بعد ذلك إلى منزل أحد مسؤولي الصحوة وتختطفه ومن ثم تلقي بجثته، لتعود إلى منزل آمر فوج قوات التدخل السريع وتكرر نفس سيناريو الاختطاف والقتل، لتأتي تصريحات المصادر الأمنية بما هو أشد إفزاعا تقول فيها إن هذه المجموعة الإرهابية قدمت من قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، ونفذت عمليتها التي أودت بحياة 25 عنصرا من القوات الأمنية وأصابت 10 آخرين بجروح متفاوتة، من دون أن تخسر هذه المجموعة سوى وحش واحد من وحوشها. وعلى ما يبدو أن هذه المجموعة لم تكن مفخخة الأجساد أو السيارات، إذ لو كانت كذلك لربما نكبت الأنبار بمئات الضحايا.مخيف أن تخطط خلايا تنظيم القاعدة بهذه الطريقة المخابراتية، ومثير للقلق اطمئنانها وهي تقطع مئات الكيلو مترات وتتجول في عدة مناطق سكنية وأمنية دون خوف، وأعتقد أننا كمواطنين بعد هذه العملية يفترض بنا إعادة ترتيب احتياطاتنا الأمنية البائسة والتهيؤ ربما لمرحلة هجرة ونزوح جديدة، فمن المؤكد أن هذه القوة "الحقيقية" ستنفذ العديد من عملياتها النوعية، ومن المؤكد أيضا أن مواكب المسؤولين ستظل مصونة العورة من أنظار نقاط التفتيش وقوات الأمن، وبطبيعة الحال سيعاود نهر الدم عنفوانه الذي تخاذل نسبيا قبل نحو عام أو عامين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram