TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > قمّة بغداد المرتقبة ..ماذا لو؟

قمّة بغداد المرتقبة ..ماذا لو؟

نشر في: 10 مارس, 2012: 08:27 م

د.نعمه العبادي منذ نيسان عام 2003، والحديث لا ينقطع عن ضرورة عودة العراق إلى حاضنته العربية ،والعرب في اغلب الأحوال لا يظهرون تحمسا لذلك ،ولم نتحسس حرارة الشوق من إخوتنا. لم تكن وتيرة العلاقات العراقية – العربية، على نسق واحد، بل اختلفت من دولة إلى أخرى، وحتى على مستوى الدولة الواحدة، اختلف مستوى العلاقات معها من وقت إلى آخر.
في العام الماضي ، ناضلت الحكومة العراقية من اجل إقناع الدول العربية،بإقامة قمتها القادمة في بغداد ، ولم يكن الوصول إلى موافقة العرب سهلا ، ومع ذلك تم تأجيل انعقادها بذرائع مختلفة ،وبناء على الوعود الجديدة والترتيبات المعلنة سوف تنعقد في نهاية مارس/ آذارالحالي.تندرج مجموعة تساؤلات حول القمة ومصيرها، والنتائج المرتقبة منها، وتدور التساؤلات بناء على فرضية ماذا لو؟ماذا لو، تأجل المؤتمر الوطني إلى ما بعد انعقاد القمة؟ في لقاء مع راديو( sawa) ،قال السيد إياد علاوي زعيم القائمة العراقية ،في حالة تأخر انعقاد المؤتمر،سوف نعرض ملف الأزمة العراقية على الجامعة العربية ،وليت شعري، ماذا سوف يعرض في هذا الملف؟هل   الهدف من انعقاد القمة، أن تكون حكما أو وسيطا بين الفرقاء السياسيين في نزاعهم؟ومتى كان الإخوة العرب حريصين على تسوية خلافات العراق ومساعدته في تجاوز محنته؟وفي حالة من هذا النوع،هل سنقول للعرب،إن حكومتنا ليست شرعية ،أو غير مرضية ،أو لا يمثل خطابها العراق؟وإذا صار مثل هذا الحديث،فأي مكانة لنا نرتجيها بين العرب عندما نسوق أنفسنا على مثل هذه الحالة؟وكم من الأيام تحتاج القمة العربية للانعقاد حتى تحل الأزمة العراقية، التي تراوح في مكانها منذ قرابة التسع سنوات؟وماذا لو، عجلنا بعقد المؤتمر الوطني قبل القمة؟ ألا يمكن أن يكون توقيت القمة بمثابة ضاغط على الأطراف من اجل الوصول إلى حلول وسطية؟ ماذا لو ، رفض الأطراف المتنازعون الاستجابة إلى الحل، فهل من حديث عن القمة بعد ذلك؟ماذا لو، كان التمثيل في الجامعة العربية  قد تجاوز حدود التوقع،فأي نتائج يمكن لقمة بغداد أن تؤديها؟ هل من مؤشرات لأن تكون القمة بمستوى عال في التمثيل؟المؤشرات والدلائل المتاحة بين أيدينا ، تؤكد أنها قمة وزارية تقريبا،وقد يحضر فيها بعض الرؤساء والملوك ،أو نوابهم في أحسن الأحوال،فماذا لو ، كان هذا مستوى القمة،فهل من نتائج ملموسة أو قضايا حيوية يمكن حسمها في قمة من هذا النوع؟  وماذا لو ، وصفت قمة بغداد بالقمة الفاشلة (لا سمح الله)،أو الروتينية والمستهلكة ؟ هل كانت كل هذه الجهود والخسائر من اجل عقد القمة فقط، لنقول انعقدت القمة في بغداد وكفى؟ماذا لو ،أصرت أطراف محلية ،أو عربية ،أو دولية ،أو الكل معا، على دعوة من يمثل المعارضة السورية للحضور في القمة، سواء دعوة أشخاص أو دعوة ما يسمى بالمجلس التأسيسي؟ وماذا لو ، أصر اليمنيون الجنوبيون ، أنهم لا يعترفون بالانتخابات القائمة، والوحدة مع اليمن الشمالي ، وأنهم يريدون تمثيلا مستقلا لهم في القمة؟ وماذا لو ، حذت أطراف أخرى في دول التغيير حذو الطلب السوري واليمني؟ وماذا لو ، امتنعت القمة  عن إدانة التصريحات البحرينية ،بأن العراق "بلد يأتي منه الشر"، وأصرت على عدم إدانة العنف الذي يجري في البحرين؟ماذا لو، عرضت قطر أو دول الخليج العربي نقل مقر الجامعة العربية إلى الدوحة، أو إلى إحدى العواصم الخليجية؟قد يقول البعض، لا ينبغي أن نتحدث بهذه اللغة قبيل انعقاد القمة في بغداد، بل يجب أن ندفع باتجاه انعقادها فقط، وهو كلام أتفق معه جزئيا، إلا أني أرى، أن وضع النعامة لا يخدمنا في هذه الأوقات.هذه القمة ، تأتي في ظروف حرجة وحساسة، والوضع العربي في حالة اضطراب وتفكك، والمنطقة ملتهبة بالأحداث والتغيرات، والعراق ينتظر حدثا مهما يعزز به علاقاته العربية المتردية منذ عام 1990، لذلك ينبغي ،أن نضع بالحسبان كل الاحتمالات والتوقعات التي يمكن،أن تواجه نجاح القمة.وقد يقول قائل: وماذا سوف تفعل القمة للقضايا العربية والعراق، أليس كل الذي عندها هو الشجب والتنديد، أو التوصية بقضايا لا يلتزم بها احد، وهو حال القمم السابقة ؟ إلا أننا نجيبه ،صحيح ما تذهب إليه ، لكننا لا نريد أن يحمّل العراق مسؤولية فشل العرب وانعدام إرادتهم،فيقال لو أن القمة عقدت في مكان آخر، لحضرها الرؤساء والملوك ، ولأنجزت كذا وكذا.ومن جهة أخرى هناك الكثير ممن يتربص بالعراق الجديد ، والعملية السياسية سوءاً ولا يروق له ،أن يعود العراق إلى ساحة التأثير في محيطه العربي والعالمي، ويبحث عن أي ثغرة للتشنيع والانتقاص من أداء القوى السياسية والحكومة وعملية التغيير عموما، ولهذا لا بد من أن نسحب جميع الذرائع والحجج من أيدي هؤلاء المعوقين والمرجفين ، ونتأكد من سلامة الأمور وانسيابيتها بشكل صحيح.لا يتسنى لي في هذه المقالة الموجزة،أن أقدم حلولا تفصيلية لكل الافتراضات والتحديات سالفة الذكر، ولكني أقدم إشارات موجزة يمكن أن تكون منطلقا لحلول تفصيلية.أرى ،أنه لا بد من الصيرورة في ملف المؤتمر الوطني إلى احد خيارين: الأول ،أن نسرع في انعقاده قبل القمة، ونسوي الخلافات القائمة ولو جزئيا، بحيث يكون احد مقرراته واتفاقياته ،أن نحضر القمة متوحدين ،  ونخاطب العرب بو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram