اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > جلـــــود "بـاتــا" الطبــيعــية يــدحــرها المســـتورد الأجنــبي

جلـــــود "بـاتــا" الطبــيعــية يــدحــرها المســـتورد الأجنــبي

نشر في: 10 مارس, 2012: 08:33 م

 بغداد / سها الشيخلي  عدسة / محمود رؤوف تتذكر المهندسة مها إنتاج شركة باتا للصناعات الجلدية فتقول : لا أنسى إنتاجنا المحلي الجيد من الصناعات الجلدية التي كانت تتنوع بين الحقائب المدرسية وأحذية الرياضة المصنوعة من قماش الكتان الأبيض، وكيف كنا نهرول بها ، إلى جانب الأحذية الأخرى  الملونة ذات التصاميم والأحجام المريحة وتساءلت بحزن :
اين اختفت  تلك الصناعات المحلية الجميلة والمتينة الصنع؟ هل زاحمتها صناعات مستوردة رخيصة وملونة لا تمتلك مواصفات جودة صناعتنا المحلية ؟ لماذا لا تعمل الدولة على الحد من الاستيراد العشوائي ليس للصناعات الجلدية فحسب بل لكل البضائع المستوردة التي لها مثيل في الصناعات المحلية ؟ لماذا لا نحمي صناعتنا المحلية  بفرض الضرائب على البضاعة  المستوردة ؟ لماذا لا نعمر معاملنا  لتنهض من جديد بعد الدمار الذي لحق بها؟ شركة الصناعات الجلدية لم تنفرد المهندسة مها بهذه الذكريات التي أفصحت عنها  بل تشاطرها الغالبية من الذين عاشوا تلك الفترة الجميلة في كل شيء ، حملنا تلك التساؤلات وقمنا بزيارة الشركة العامة للصناعات الجلدية ضمن ملف ، دأبت المدى على فتحه للاستفسار عن المعوقات التي تحول دون طرح المنتج الوطني في أسواقنا المحلية. الشركة العامة للصناعات الجلدية الكائنة في الكرادة تتكون من ثلاثة مواقع هي : 1-موقع بغداد  : قرب ساحة الحرية 2-موقع الدباغة  : الكائن في الزعفرانية 3-موقع الكوفة  : في محافظة النجف – قضاء الكوفة وقد تأسست الشركة عام 1970، كحصيلة لدمج شركة باتا العالمية التي تأسست عام 1932 مع معمل الأحذية الشعبية في الكوفة الذي تأسس عام 1963 واللذين تم تأميمهما عام 1964، تحت اسم شركة باتا العامة التي تم دمجها عام 1976، مع شركة الدباغة الوطنية التي تأسست عام 1945 تحت اسم المنشأة العامة للصناعات الجلدية حتى صدور قانون الشركات عام 1989 ليكون اسمها الشركة العامة للصناعات الجلدية وهي إحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن . وقمنا بجولة في أقسام وورش الشركة للاطلاع على سير العمل فيها . التقينا مع معاون مدير الشركة المهندس سعدي هاشم قاسم ، وأوضحنا له أن جولتنا في ورش الشركة قد أكدت انطباعنا أن الانتاج جيد ومن مواد خام طبيعية ، إلا أنها لا تواكب التصاميم الحديثة ما جعلها غير متداولة في السوق المحلية بخلاف المستورد من الصناعات الجلدية المصنوع  من مواد صناعية من نايلون و مشمع لكنه رخيص ويواكب (الموضة) السائدة ، وعن معوقات ذلك بين قاسم: في مسألة توفير التصاميم الحديثة او ما نطلق عليه الموديلات السائدة  في الأسواق العالمية نلاقي صعوبة في توفيرها، وعزا ذلك لكون الدائرة حكومية ونخضع الى الروتين الاداري من كتابنا وكتابكم ، وتوفيرها يتطلب منا عدة اجراءات منها توفير الاعلان ودراسة تحليلية وتستمر هذه العملية مدة شهرين، في حين ان العالم تقدم كثيرا فمن الملاحظ ان الموديلات سابقا كانت  تظهر كل سنة ، الان الموديلات تظهر وتختفي بسرعة خلال اشهر قليلة  ، مع عدم وجود جهات متخصصة بالموديلات في العراق ، لذا نعاني بشكل كبير من تبدل الموديلات ، نعم نحن ننتج موديلات حديثة  لكنها بالمقارنة مع السوق العالمية تفشل في مواكبة التجدد  ، ويضيف المعاون  أن إغراق السوق المحلية ببضائع جلدية متنوعة اثر علينا بشكل كبير ، فالأحذية المتوفرة في السوق المحلية ومن مختلف المناشئ موادها الاولية منتهية الصلاحية وقديمة بحيث لا يستمر الحذاء سوى شهر او شهرين، في حين الحذاء المصنع في الشركة يبقى سنوات وخاصة الحذاء الرجالي الذي يقاوم لفترة طويلة.الاحذية الرجالية المستوردة يتراوح سعرها ما بين 60-70 دولارا وصنعه رديء في حين الحذاء المصنع داخل الشركة لا يتجاوز سعره 20 دولاراً ، ويضاهي الحذاء التركي المستورد. ويوضح قاسم : ان الاحذية الرجالية المصنعة لدينا ذات موديلات حديثة وهي باللون الأسود وهو اللون الطاغي على الإنتاج الى جانب اللون البني ولكن الأسود هو  المرغوب من قبل الشباب والكبار!  كما ان غالبية الشباب ترغب في الحذاء السبورت الخفيف المصنوع من المطاط والقماش (البوتين) وهذا ما ننتجه لهم وبكثرة ،  وهناك نقطة مهمة وهي ان ارتفاع المستوى المعيشي للفرد العراقي جعله يقبل على شراء اكثر من حذاء في آن واحد . الحذاء النسائي                      وعمّا رأيناه في قسم البيع المباشر من أحذية نسائية قديمة الموديلات والألوان لذلك تعزف المرأة العراقية  الأنيقة عن شرائها، أشار المهندس قاسم الى انه: نحن بصراحة لم نستطع منافسة الأحذية النسائية ومبيعاتنا فيها ضعيفة جدا لتوفر موجة الموديلات الجديدة في الأسواق، وأنا كمواطن عادي عندما أقف أمام محل لبيع الأحذية النسائية أقول مع نفسي أنني لا استطيع منافسة ما معروض منها ، لأنني لا استطيع أن أوفر الجلود الصناعية بألوانها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram