بغداد/ احمد نوفل يعود شارع ابي نواس في العاصمة بغداد شيئا فشيئا الى سابق عهده، من حيث التميز برواده ولياليه الملونة التي تعكس اضواؤها صفحة مياه نهر دجلة الخالد والمساحات الخضر التي تمتد على جانبه، اضافة الى اشجاره الوارفة الظلال التي تتشابك اغصانها لتحمي من يسير تحتها من اشعة الشمس اللاهبة نهارا.
ما يسعد ان اصحاب المحال الذين اشتهروا ببيع (السمك المسكوف) صاروا يتوافدون لممارسة عملهم. حدائق الشارع لا تخلو من مواطنين افترشوا حرير الشارع الاخضر.المدهش والمفرح في الان معا ان البعض صار يعلن عن اقامة حفلات ليلية لرواده وهناك اعلانات معروضة على امتداد الشارع مطرزة بصور ملونة وجميلة لفنانين يعرفهم الجمهور. الابنية التي كانت قد هجرت عاد اصحابها ليستثمروها من جديد، والبعض منهم جعل من واجهة البناء اشبه باللوحات الفنية الجميلة، تتوافق مع اهمية هذا الشارع الذي يعرفه كل عراقي ويتمنى ان يمضي فيه اوقات هنيئة.ما نتمناه ان تساهم وسائل الاعلام بالاشارة اليه من اجل ان يعرف المواطن الذي لايزال يعتقد بان شارعه الاثير فقد الحياة ولايعلم الان ما اصبح عليه.امانة بغداد جهودها كانت واضحة في العمل على اعادة الشارع الى رونقه وبهجته من خلال اهتمامها بالمرافق التي على جانبيه، والحدائق الزاهية التي طرزها العاملون وجعلوا منها بساطا ملونا بشتى الالوان. ولكن ما نتمناه عليها هو ادامة هذا الشارع ودعوة اصحاب المحال المغلقة التي لا تزال تشكل نشازا واضحا للعين.
من الشارع : الليالي والليالي
نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 05:04 م