TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن : وصية إبراهيم جلال

نص ردن : وصية إبراهيم جلال

نشر في: 10 مارس, 2012: 09:34 م

 علاء حسن الراحل المخرج المسرحي إبراهيم جلال كان دائم التذمر من وجود الطارئين في الساحة المسرحية ، ويطلق عليهم وصف "العربنجية " وغادر الحياة مع بداية بروز ما يعرف بشيوع ظاهرة المسرح الاستهلاكي أو التجاري ، وتلاميذ الراحل كانوا يؤيدونه في ما يطلق من أوصاف وتعليقات ،
 وبعد رحيله تبنوا وصيته ، لمنع الطارئين من دخول الساحة المسرحية ، لكن جهودهم - لعوامل وظروف معروفة- لم تستطع أن تنقذ المسرح العراقي وسمعته من التشويه المقصود وربما المدعوم من أشخاص وجهات ، كانت تعتقد بأن إثارة الضحك في نفوس المشاهدين ، يجعلهم يتناسون معاناتهم ، بمتابعة عروض مسرحية أبطالها قرقوزات تثير القرف والقلق على مستقبل المسرح العراقي المعروف بحضوره الكبير في المهرجانات العربية ، ومع وصية الرحل كانت أقلام النقاد وصرخاتهم ومنهم حسب الله يحيى وغيره تحذر من الانحدار ، وتفضح الطارئين ، وهؤلاء بنظر الراحل جلال  "عربنجية " مع التشديد على احترامه لأصحاب هذه المهنة المنقرضة.  من المعروف ان النقابات في العراق تضم اعضاء ينتمون لمهنة واحدة ، أسست لتحقيق أهدافها ومن أبرزها خدمة أعضائها ، فليس في نقابة الأطباء والمحامين والمهندسين وكذلك المعلمين عضو من خارج تلك المهن ، وكل نقابة تعتمد نظامها الداخلي الخاص ، من أبرز مواده تحديد صفة المنتسب للنقابة ، وبموجب هذا النص ، حافظت معظم النقابات على هويتها ، لأنها لم تمنح العضوية لسكرتير الطبيب في العيادة أو من يحمل حقيبة المحامي  أو من يقدم الشاي للمعلمين والمدرسين في المدارس الابتدائية والثانوية ، أو عامل خباطة يعمل في شركة مقاولات يمتلكها أحد المهندسين .   مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي كلف اتحاد الأدباء والكتاب الشاعر والأكاديمي خالد علي مصطفى برئاسة لجنة لإعادة النظر بعضوية مئات الأعضاء ، وقبل أن يفرض عدي هيمنته على الاتحاد وإلحاق الاتحاد بما كان يعرف بالتجمع الثقافي آنذاك ، استخدم الشاعر خالد علي مصطفى صلاحياته ، ومعاييره القاسية ، وجرد أكثر من 180 منتسبا من عضوية الاتحاد ، بوصفه رئيسا للجنة ، وطالب بتقديم نتاجات إبداعية مطبوعة أو مجاميع شعرية  او قصصية منشورة في مجلات معروفة عراقية او عربية ذات سمعة طيبة في الوسط الأدبي العراقي لاستعادة العضوية ، علما ان اتحاد الأدباء منذ مطلع عقد الثمانينات ألغى عضوية  أسماء مهمة ، بسبب الانتماء السياسي او مغادرة العراق بسبب الملاحقة الأمنية .اهالي الكاظمية من ابناء الجيل السابق ، يوم كانت العربات "الربلات"  تنقل الافندية والنساء من ساحة عدن الى باب الدروازة وبدرهم واحد فقط ، يعرفون ناجي الملقب "بابوجي" بوصفه صاحب نكتة ، والانشط بين زملائه من اصحاب "الربلات" ، وكذلك رفضه  الاستجابة لاشارات رجال المرور لأنهم من زملاء مهنته ، وجدوا في الحكومة الجديدة يقصد بعد "انقلاب شباط " فرصة الانخراط في سلك الشرطة ، فاصبحوا الاداة التنفيذية للسلطة ، واجبروا اصحاب الربلات والسيارات على دفع " الواشرات" أي الرشوة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram