يوسف فعل(مَن رام وصول الشمس حاك خيوطها) قول مأثور ينطبق بمفرداته البليغة على مشوارمنتخبنا الوطني المقبل في الادوار النهائية لكأس العالم 2014 ووضعه نصب حدقات عيونهم ليكون الهدف والطموح للأسود بتحقيقه ، وهو مبتغى ابناء شعبنا قاطبة،
والعبور الى شواطىء البرازيل ليس بالآمر اليسير كما يصوّره البعض ،وانما مهمة شاقة تتطلب لاعبين من الطراز النادر يتسلحون بالعزيمة والارادة لتعطيل براعة الكميبوتر الياباني والتغلب على قوة الكنغارو الاسترالي والفوز على نشامى الاردن وتخطي فرسان الأحمر العماني . وهذه المغامرات الكروية الشاقة في شرق وغرب القارة الصفراء ستكون حافلة بالصعوبات تحيطها الاشواك من كل حدب وصوب تتطلب ان يتحلى لاعبونا بالارادة الفولاذية والتماسك القوي والتوحد الفني والارتقاء بالجانب البدني بشكل يستطع المنتخب الوطني الدخول بمعترك المواجهات بعنفوان الانتصار مؤطرة بشحذ همم الافكار التدريبية للبرازيلي زيكو لكتابة تاريخ جديد لمنتخبنا ، وزيكو امام تحدٍ ومرحلة الجد لبيان ذكائه التدريبي لفـك شفرات قوة المنتخبات المتنافسة في المجموعة. والتخطيط لمستقبل المنتخب الوطني في مشواره المونديالي أمر لا يحتمله زيكو وحده ولا اتحاد الكرة بمفرده لأنه مسؤولية جسيمة على المؤسسات الرياضية الحكومية مد جسور التعاون والثقة بينهما لرفع (شعار الى البرازيل) من خلال الموافقة على رصد ميزانية مالية خاصة توفرها لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية واتحاد الكرة لتطبيق مفردات المنهاج التدريبي لزيكو ،لان المهمة ليست فردية بقدر ماهي عملية تضامنية وفق آلية واضحة تسعى لكسر قيود الروتين المقيت والانطلاق الى فضاء الحرية في العمل بنبذ الخلافات وتسخير القدرات الادارية والتنظيمية والفنية بشكل علمي لتسهيل مهمة الاسود في الوصول الى البرازيل لان المنتخبات التي تضمها المجموعة ستوفر لها حكوماتها الغالي والنفيس للمنافسة على خطف احدى بطاقتي التأهل لكاس العالم ، وتلك المطالبات جاءت وفق منظور اذا اردت ان تطاع فاطلب بما هو مستطاع حيث لا يعقل ان يطالب الجميع من اللاعبين فعل المستحيل وهم يشعرون بان هناك تقصيراً باتجاه الجهود التي يقدمونها في المباريات الدولية لعدم توفير مستلزمات نجاحهم مثلما حصل في احدى البطولات عندما قام عدد من لاعبي المنتخب الوطني باستدانة اتحاد الكرة بمبالغ مادية لتمشية اموره، وهذا له مردودات سلبية وعواقب وخيمة تنعكس سلباً على اندفاع اللاعبين وتشعرهم ان هناك اهمالا من المسؤولين الرياضيين اتجاههم ولا يعيرون اية اهمية للنتائج التي يحققونها ، ولذلك لا نريد تسرب الخمول لدى اللاعبين. وعلى المؤسسات الرياضية الحكومية احكام القبضة على جميع المعطيات المؤهلة لبناء فريق صعب المراس ولا يجب ان تترك الامور على عواهنها تتحكم بها العشوائية والتخبط ولا يمكن اهمال اي جانب فيها لان التنافس في الادوار النهائية للمونديال كان غائبا عن كرتنا منذ اكثر من 12 عاماً لم تتذوق فيه حلاوة مقارعة الكبار الآسيويين، وهلال المونديال يهل مرة كل اربع سنوات وعلى الجميع ان يعمل بجد واخلاص وبصمت لتكون نتائجة مفرحة لشعبنا المتعطش لرؤية اسود الرافدين الذين يقودون مركب كرتنا الى المونديال 2014 وعندها ستعم الأفراح لدى شعب يعلق آمالاً كبيرة على ابنائه اللاعبين لنسيان آثار الأحزان القاسية.
نبض الصراحة: هلال كأس العالم
نشر في: 11 مارس, 2012: 07:02 م