TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :اجتماع الرباعية الدولية.. أي هدف؟

في الحدث :اجتماع الرباعية الدولية.. أي هدف؟

نشر في: 11 مارس, 2012: 10:15 م

 حازم مبيضين على وقع أزيز الطائرات الإسرائيلية، وهدير مدافع قوات الاحتلال في غزة، تجتمع اليوم اللجنة الرباعية الدولية، لمناقشة موضوع المفاوضات المجمدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويأتي هذا الاجتماع بناءً على إلحاح موسكو، لكن من غير الواضح حتى اللحظة، إن كان الهدف من عقده،
 هو مجرد إصدار بيان يشجع الطرفين على استئناف المفاوضات، التي يصح وصفها سلفاً بالعبثية، إن لم يسبقها وقف كامل لعمليات الاستيطان غير الشرعية بكل المقاييس، وإن لم يسبقها أيضاً وبالضرورة، التزام إسرائيلي شديد الوضوح بحل الدولتين، الذي يحظى بموافقة فلسطينية عربية مؤكدة، وبمباركة العديد من عواصم صنع القرار في هذا العالم. الولايات المتحدة وهي شريك رئيس في الرباعية الدولية، استبقت الاجتماع بتصريح ليس فيه غير انحيازها المخجل لسياسات نتنياهو، حين أعلنت أنها قلقة جداً إزاء تجدد العنف في قطاع غزة، ودانت رد الفلسطينيين على الغارات المستمرة ضدهم، وشددت على أن تلك الإدانة تأتي بأشد التعابير ووصفت المدافعين عن أنفسهم بالإرهابيين، ودعت المسؤولين إلى اتخاذ إجراءات تكفل وقف هذه الأعمال الجبانة، وتأسيساً على هذا الموقف فإن اجتماع الرباعية لن يكون أكثر من خض الماء الذي لن ينتج زبدة، فالجميع يعرفون أن مواقف واشنطن، هي التي تحكم أي تحرك باتجاه استئناف التفاوض، وأن مواقف الآخرين ومواقعهم، ليست أكثر من ديكور لتجميل الوهم.أيضاً وقبل انعقاد الرباعية، الذي يتم هذه المرة ضمن دائرة تلفزيونية تعبيراً عن عدم أهميته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة الإسرائيليين والفلسطينيين، بأن الوقت الخاص بحل الصراع بينهما آخذ بالنفاذ، وشدد على وجوب أن يعطي الطرفان استئناف المفاوضات بينهما الأولوية الأهم، وهو بذلك كان يوجه رسالةً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المصر وهو على حق في ذلك، على عدم العودة إلى موائد التفاوض، دون موافقة الدولة العبرية المسبقة، على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة في حرب حزيران عام 67، والوقف الكامل للاستيطان، ونسي كي مون أن يوجه أي رسائل لنتنياهو، وهو يعرف أنه وبسياساته يقف عثرةً في سبيل العودة للتفاوض، رغم دعواته الإعلامية المتكررة لذلك.  الفلسطينيون في غزة، كما ينبغي على الرباعية أن تعرف، ليسوا راغبين في الاشتباك مع جيش الاحتلال، لأسباب كثيرة ومعروفة عند الجميع، وهم يسعون اليوم لوقف مسلسل الهجمات ضدهم، لكن المؤكد أن سلطات حماس في القطاع لن تتطوع لحماية أمن الاحتلال، ومن حقها وبكل الوسائل رفض قتل المواطنين الفلسطينيين في ظل التهدئة المتفق عليها مع إسرائيل، ومن حقها أيضاً رفض محاولات نتنياهو فرض رؤيته، التي تنظر إلى التهدئة باعتبارها استسلاماً، ومن حق الرئيس الفلسطيني وواجبه إدانة التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء شعبه، وتحميل حكومة نتنياهو مسؤولية هذا التدهور، الناجم عن أعمالها العدوانية من اغتيالات، واقتحامات وتدمير للبنية التحتية، كما أن من واجبه وهو الداعي للسلام كخيار استراتيجي، دعوة الفلسطينيين إلى الحفاظ على التهدئة لتفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية التي تحاول التهرب من استحقاقات الجهود الدولية المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام. لن نقع أسرى وهم أن ينتج عن اجتماع الرباعية أي تطور إيجابي، ونحن نعرف مسبقاً مواقف أعضائها، ومدى قدرتهم على الضغط الجاد للتوصل إلى اتفاقات تعطي الفلسطينيين بعض حقوقهم، ونعذر عباس إن هو تمسك بالبحث عن حلول سلمية، وهو يعرف جيداً مدى قوته، مثلما يعرف مقدار جدية العالم العربي في دعم أي تحرك فلسطيني حرباً أو سلماً، ولعلنا على حق إن قلنا مبروك لنتنياهو مواقف واشنطن والرباعية الدولية، التي لا تختلف كثيراً عمّا يريده ويعمل على تنفيذه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram