سلام خياط مضى زمن صدقنا فيه مقولة إن الحرية - كالمواطنة - لا تتجزأ ،،فإن هي تجزأت ، تشظت مزقا ، وغدا نثارها فوضى عارمة ، إذ تتحول - عندئذ - لنكتة سوداء تلقى للتندر في مجالس العزاء .حلً زمن ، انتظرناه بصبر غير جميل ، توسمنا فيه خيرا ، فكانت فجيعتنا به مجلجلة.. إذ اكتشفنا فيه أن للحرية ألف سحنة ، مشوهة المعالم ، بل إن بعضها بالغ التشويه .
نعم ، نملك حرية إصدار صحف ، وحرية اختيار الأسماء ، لدينا أكثر من خمسين مطبوعة ، تقول كل شيء، وكأنها لا تقول شيئا ، نفخ في قربة مقطوعة ، قلة قليلة تقرأ ، ولا أحد يستجيب ، تبلغ النادرة حالك سوادها ، حين يباهي أحد كتابها ، إن مرتجعات الصحيفة أكثر مما هو مطبوع منها !نعم. لنا حرية التملك ، لكنك مقيد ، إن كنت سنيا إياك ثم إياك أن تتملك في منطقة شيعية ، والعكس صحيحنعم . أعلن عن حرية العمل , وقيد بقيد ثقيل : أن تعرف أحدا يوصي بك ، ويزكيك ، الشرط الرئيسي : أن تحسن القراءة والكتابة ، اهل الكفاءة والشهادات ، يمنعون !نعم ، لك كامل الحرية في اختيار نوع الطعام الذي يروق لك ، لحوم ودجاج وأسماك وفاكهة وحلوى – ياه -الأسواق مكتظة بالأطايب ، وجيبك فارغ ، وأهل بيتك ما تذوقوا لحما ولا دجاجا منذ شهر ، طعامهم الخبز مع التمر ، او نقيع الخبز اليابس بمرق العظام .نعم ، ننعم بأطايب حرية الكلام ، بإمكانك الوقوف في منتصف ساحة عامة ، وترفع عقيرتك ، غناء أو نواحا ، ولطما إن شئت ، ثم تنثني ، تشتم أميركا وبوش الأب والابن ، وهيلاري وأوباما -همسا - ، ثم تسب رئيس البلدية - القديم - والمحافظ السابق ، والوزير المخلوع ، فلا يوقفك أحد ، ولا تستوقف أحدا .. ولكن إياك من سب العنب الأسود ، وإلا جرجرت من تلابيبك نحو سقر، فلا يعثر عليك إلا جثة هامدة ، أو جثمان مدجن متحرك.نعم . لديك خيار مشاهدة مئات القنوات الفضائية ، لكن الكهرباء اللعوب لا تزور إلا أربع أو خمس ساعات ، وهي تفضل زيارات آخر الليل !نعم ، لقد منحت حق السفر ، مشقة الحصول على الجواز تهون أمام استعماله ، الجواز وصمة حين التقدم لطلب فيزا ، حتى لو أزمعت السفر لجهنم .الحرية ؟؟ هــــهـــــهههههه.
السطور الأخيرة :تتجزأ ، مع سبق الإصرار

نشر في: 11 مارس, 2012: 10:19 م