TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :تتجزأ ، مع سبق الإصرار

السطور الأخيرة :تتجزأ ، مع سبق الإصرار

نشر في: 11 مارس, 2012: 10:19 م

 سلام خياط مضى زمن صدقنا فيه مقولة إن الحرية  - كالمواطنة - لا تتجزأ ،،فإن هي تجزأت ، تشظت مزقا ، وغدا نثارها فوضى عارمة ، إذ  تتحول - عندئذ - لنكتة سوداء تلقى للتندر  في مجالس العزاء .حلً زمن  ، انتظرناه بصبر غير جميل ، توسمنا فيه خيرا ، فكانت فجيعتنا به مجلجلة.. إذ اكتشفنا فيه أن للحرية ألف سحنة ، مشوهة المعالم ، بل إن بعضها بالغ التشويه .
نعم ، نملك  حرية إصدار صحف ، وحرية اختيار الأسماء ، لدينا أكثر من خمسين مطبوعة ، تقول كل شيء، وكأنها لا تقول شيئا ، نفخ في قربة مقطوعة ، قلة قليلة تقرأ ، ولا أحد يستجيب ، تبلغ النادرة حالك سوادها ، حين يباهي أحد كتابها ، إن مرتجعات الصحيفة أكثر مما هو مطبوع منها !نعم. لنا حرية التملك ، لكنك مقيد ، إن كنت سنيا إياك ثم  إياك أن تتملك في منطقة شيعية ، والعكس صحيحنعم . أعلن عن حرية العمل , وقيد بقيد ثقيل : أن تعرف أحدا يوصي بك ، ويزكيك ، الشرط الرئيسي : أن تحسن القراءة والكتابة ، اهل الكفاءة والشهادات ، يمنعون !نعم ، لك كامل الحرية في اختيار نوع الطعام الذي يروق لك ، لحوم ودجاج وأسماك وفاكهة وحلوى – ياه -الأسواق مكتظة بالأطايب ، وجيبك فارغ  ، وأهل بيتك ما تذوقوا لحما ولا دجاجا منذ شهر ، طعامهم الخبز مع التمر ، او نقيع الخبز اليابس بمرق العظام .نعم ، ننعم بأطايب حرية الكلام ، بإمكانك الوقوف في منتصف ساحة عامة ، وترفع عقيرتك ، غناء أو نواحا ، ولطما إن شئت ، ثم تنثني ، تشتم أميركا وبوش الأب والابن ، وهيلاري وأوباما -همسا - ، ثم تسب رئيس البلدية - القديم -  والمحافظ السابق ، والوزير المخلوع ، فلا يوقفك أحد ، ولا تستوقف أحدا .. ولكن إياك من سب العنب الأسود ، وإلا جرجرت من تلابيبك نحو سقر، فلا يعثر عليك إلا جثة هامدة ، أو جثمان مدجن متحرك.نعم .  لديك خيار مشاهدة مئات القنوات الفضائية ، لكن الكهرباء اللعوب لا تزور إلا أربع  أو خمس ساعات ، وهي تفضل زيارات آخر الليل !نعم ، لقد منحت حق السفر ، مشقة الحصول على الجواز  تهون أمام استعماله ، الجواز وصمة  حين التقدم لطلب فيزا ، حتى لو أزمعت السفر  لجهنم .الحرية ؟؟ هــــهـــــهههههه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram