خليل جليل بعيدا عن تجربة الموسم الكروي الماضي  وما شهده من تعثر نال من قيمته الفنية وكذلك بعيدا عن التجربة الجديدة للموسم المقبل الذي ما زال الجدل يحيط به ويهدد مصيره اخذت ظاهرة الاعلان عن الانسحابات تتزايد بعدما اعلنت في الوقت ذاته الجهات الحكومية عن تخصيص 500 مليون دينار للاندية المشاركة في بطولة الدوري للموسم الجديد
في نطاق الازمة المالية التي تعانيها هذه الاندية منذ عدة مواسم من دون ان تجد لنفسها اية حلول سواء من قبل اداراتها او من قبل الجهة التي تنتمي اليها هذه الاندية.ومما يشكل واحدة من المفارقات ان 19 ناديا تعلن انسحابها من مسابقة الدوري للموسم الجديد في وقت تقدم فيه الجهات الحكومية دعما لها وستدفع مثل هذه المفارقات بالتأكيد تلك الجهات للتفكير واعادة النظر في موضوع تطبيق مبادرتها بعد ان وجدت الاندية التي خصصت لها مبالغ الدعم مسوغ مغادرة البطولة مؤكدة عدم المشاركة بها لاسباب تتعلق بانتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم واحتجاجا على هذه العملية التي يفترض ان تعنى من قبل اللجنة المشرفة على الانتخابات والاطراف المشاركة فيها والموقعة على لوائحها ومواثيقها.صحيح ان مسابقة الدوري تعد واحداً من انشطة الاتحاد العراقي للعبة وواحداً من برامجه المحلية لكنها ليست ملكا له وللجانه بل هي ملك للكرة العراقية ومن مصلحة انديتنا ومن حقها الشرعي ان تجد نفسها في هذه المسابقة وفق لوائحها وانظمتها الفنية التي يفترض ان تمنح المسابقة ثقلا فنيا ومعنويا وتتطلب من الاندية الانصراف الى تحضيراتها لكي تتغلب على مشاكلها والاستفادة من اهمية الدعم المالي المنتظر ان يدخل حيز التنفيذ قبل انطلاق المسابقة المفترضة وتدور عجلتها الشهر الجاري لكي تعود الحياة الى ملاعبنا في مدننا ويعود جمهورنا الكروي الى مدرجاتها لاسيما ان بطولة الدوري تشكل واحدة من ابرز الاهتمامات بالنسبة له.ان نظام الدوري للموسم المقبل الذي وصف بالمترهل وبغير المسبوق لكثرة الاندية المشاركة فيه وعشوائية انتقائها لابد من ان يلقي بظلاله القاتمة على سطح احداث الدوري ويسلب منه جانبا هاما من مكانته وهو بالتالي لايختلف اساسا عن الدوري الماضي وما شهده من تعثر لكن كان من الاجدر ان تتبنى هذه الاندية موقفا داعما وحازما لفكرة ايجاد اسلوب فني يضمن موسما قويا يرفع من درجات الاثارة والندية وترغم الاتحاد الى سلوك مثل هذه الانظمة وتشذب الاندية المتواجدة في قائمة الدوري بيد ان هذه الاندية تظهر الآن وتداعي بالانسحاب وهذه المرة تحت لافتة الانتخابات بعدما كانت اللافتة الاولى تتضمن شعار حجم الاندية المشاركة عندما بلغ عددها 43 نادياً وهو امر متوقع منذ البداية بالنسبة للاتحاد العراقي الذي وجد من سكوت الاندية في بادئ الامر فرصة للتمريراما ان تأتي الاندية الآن وتعود للمطالبة بالانسحابات فنعتقد ان كل النيات التي كانت تنسجم مع مطالبها منطقية قبل وقت قصير قد افرغت الان من تلك المنطقية واخذت افكار وثقافة الانسحابات تستند الى امور يبدو ان هذه الاندية تريد ان تضع نفسها في دوامة مشاكلها بدلا من الانصراف الى برامج الاعداد والتحضير لبطولة الدوري.وهنا نتساءل اذن ما هي جدوى الدعم المالي المقدم من قبل الحكومة للاندية، هل تريد اداراتها ان تستفيد من هذا الدعم من دون ان تشارك في بطولة الدوري ولماذا كانت اصواتها متعالية لوقت قريب بأهمية ان يكون هناك وقفة حكومية لدعم الاندية وتخفيف مصاعبها قبل انطلاق بطولة الدوري بينما اخذت هذه الاصوات الآن تفكر بالانسحاب على حساب جمهورها المترقب لعودة فرقه الى ملاعبها بل ان مثل هذا الامر قد يدفع بجهات المنح المالي الى التفكير بمصير هذه المنح المالية اذا ما اقتنعت بان لاجدوى لها بعد الآن والاندية تعلن انسحابها من الدوري لاسباب اساسا هي تريد ان تضع نفسها في مجملها خصوصا بعد ان  انشغلت هذه الاندية في اكثر من موسم بهذه القضية.واللافت في امر هذه الانسحابات ان من طالب بها ودافع عنها بل وحث الآخربن على السير على خطاه في قائمة الانسحابات نراه هو اول الحاضرين في قرعة الدوري المقبل ثم يعود ويؤكد موقفه في المجموعة التي تسعى للانسحاب من الدوري.