اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ظــــاهــرة"مجـــهولي الهــوية"  مـــــأســـاة دائمة للعراقيين

ظــــاهــرة"مجـــهولي الهــوية"  مـــــأســـاة دائمة للعراقيين

نشر في: 12 مارس, 2012: 08:19 م

 بغداد / إيناس طارق صدق الرصافي حين قال"عبيدٌ للأجانب هم ولكن...على أبناء جلدتهم أسودُ"، وهذا ما ينطبق على بعض المجاميع الإرهابية التي تمارس ظاهرة قتل العراقيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم، تنفيذا لمآرب بعض الأطراف الخارجية التي تسعى لتمزيق وحدة المجتمع وعدم استقرار البلد. إن الجرائم  الشنيعة التي ارتكبوها  وسيرتكبونها ،
 دفعت بالمواطن العراقي إلى ابتكار العديد من الطرق التي يحاول بها أن يكون معرفا به في حالة تعرضه لحادث ما.  يطور احمد محمد بين فترة وأخرى  قاموس المصطلحات التي يوشم بها جسده، وشم اسمَه أولاً على كف يده اليمنى،  ثم أضاف إليه رقم هاتف عائلته، وأخيراً كتب عنوان منزله على ظهره، وهو يفكر اليوم، كما يقول، بإضافة أرقام هواتف أخرى لعدد من الأصدقاء والأقارب، ربما على ساعده أو على قدمه حتى تتمكن عائلته من العثور على جثته في حال خُطف وقُتل فجأة على أيدي مجهولين، فشقيقه الأكبر كان ضحية النظام السابق في الانتفاضة الشعبانية عام 1991،  والآخر خطف وقتل ولم يجدوا جثته حتى يومنا هذا . حكايات لا تنتهيأشلاء مبعثرة في الطرقات وفي الأنهار والسواقي تتغذى عليها الديدان والأسماك ويعبث بمصيرهم فاقدو الضمير .. ومن كان حظه كبيرا بإيجاد بقاياه، انتهى به المطاف في مقابر مجهولي الهويّة ، وثائق ممزقة  وبعض من عظام، جهود لم تفض إلا لتراكم الحزن وزيادة في الألم، ومحاولات بائسة لتجميع رفات لا يمكن تجميعها.  "أم زمان" على الرغم من القلق الذي راودها لأنها على تواصل مستمر بالسؤال لمكاتب الدفن الكثيرة طوال أربع سنوات تقف لساعات بانتظار مسؤول مكتب مقبرة "جهول الهوية" في محافظة كربلاء ، تصفح في سجلاته الصغيرة عن اسم زمان تقول الأم المفجعة "وبعد بحث لم يدم طويلا أكد لها المسؤول أن ابنها مدفون في المقبرة! عجز لساني عن الكلام وحتى دموعي لم أشعر بها على الرغم من أنها انهمرت مثل المطر" . وتستطرد بحسرة "ذهبت بصحبة المسؤول إلى المقبرة مسترشديْن بخارطة للاستدلال على القبور، حين وصلنا إلى مكان القبر لم أر سوى قطعة حديدية مكتوب عليها رقم ولدي، فصرخت بصوت عال فتجمعت النسوة بقربي، وبكى الجميع على بكائي، وبعدها علمت بأنني لست الوحيدة التي فقدت ولدها، بل العديد من المفجعات بفقدان أولادهن في السنوات الخمس الماضية . مفقودون سابقون ولاحقون  ويقدر الصليب الأحمر الدولي أن عدد المفقودين، أي ضحايا الأسر والاختطاف والقتل والدفن في مقابر مجهولة، وصل الى 375 ألف عراقي سقطوا ضحايا الحرب العراقية - الإيرانية (1980- 1988) وحرب 'عاصفة الصحراء' في عام 1991، وتشير تقارير الصليب الاحمر الدولي الى ازدياد عدد المفقودين الى المليون تقريبا، اثر التغيير عام 2003، وحسب المتحدث باسم المنظمة الدولية في آب 2007: 'إن آلاف العراقيين الذين قتلوا منذ عام 2003 قد دفنوا من دون أن يتعرف إليهم ذووهم، وأن هناك أشخاصا يختفون بشكل يومي، والجثث المجهولة الهوية تملأ المستشفيات التابعة للطب العدلي' مضيفا بأن هناك 'نحو 10 آلاف جثة جلبت إلى معهد الطب العدلي في بغداد في عام 2006، من دون أن يجري التعرف على هويتها، ولم يتمكن العراقيون من معرفة مصير المفقودين منذ عام 2003، وفي مواجهات مسلحة أخرى طوال العقود الأخيرة. ولا تزال الأسر في العراق، وإيران، والكويت، يحدوها الأمل في معرفة مصير آبائها، وإخوانها، وأبنائها المفقودين'. وقد وجهت المنظمة الدولية نداء لإيران والعراق لإيضاح مصير الأشخاص المفقودين أثناء الحرب فهذه الأسر تتوق إلى معرفة ما حدث، ومن حقها فهم ما حدث لأقاربها المفقودين، حتى ولو تمخض بحثها عن تأكيد الوفاة'. فحص الحمض النووي   وأشار تقرير المنظمة إلى أن عملية البحث عن المفقودين غاية في التعقيد، بل شبه مستحيلة، وذلك بسبب تردي الوضع الأمني، وانتشار البؤر المسلحة في أنحاء مختلفة من العراق.   وكشف التقرير "أن فحص الحمض النووي يعد واحداً من وسائل التعرف على الجثث في معهد الطب العدلي، وأن العراق يعاني من نقص في الأخصائيين، مشيراً إلى أن عملية فحص الحمض النووي لنحو 20 ألف جثة ومطابقته قد تستغرق سنة كاملة، أو أكثر. وعلى رغم أن الجهات الجنائية والصحية العراقية تستخدم فحوصات الحامض النووي للتعرف على الجثث في مراكز الطب العدلي، إلا أن هذا الأمر مازال محدودا جدا، كما انه مكلف من الناحية المادية، وتستغرق عملية الفحص عدة أشهر. وبحسب إحصاءات أمنية فقد دفنت حوالي 2300 جثة مجهولة الهوية خلال عام واحد (2006 – 2007 ).   الوشم طريقة التعريف سلام كان ينتهي من لمسات وشم اسم شاب على ساعده قدم إليه من جانب الرصافة (شرق بغداد) حيث كثيراً ما تخطف «فرق الموت» رجالاً ينتهي مصير بعضهم إلى مقابر الغرباء في كربلاء. يقول الشاب، الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته، أن الأنباء عن الجثث المجهولة التي يتم العثور عليها يومياً في شوارع بغداد، والقصص التي عايش بعضها حول معاناة الأهالي في التعرف على جثث أبنائهم المشوهة أو المُمثل بها، دفع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram