طه كمر أصبحت القرعة التي تم سحبها يوم الجمعة الماضي حديث الشارع الرياضي أينما ذهبنا كونها الحدث الأكبر خلال هذه الفترة حيث ترقب الجميع لحظاتها بشغف الكل يُمني نفسه بأن يقع فريقه في مجموعة تتلاءم مع امكانياته الفنية لكي يتأهل الى النهائيات على حساب فرق مجموعته.
وما بين متفائل ومتشائم في الحديث بشأن المجموعة الثانية التي انضم أسود الرافدين لها وهي التي تضم منتخبات استراليا واليابان والاردن وعُمان راح العديد ينعتونها بالحديدية على أساس انها الأقوى من المجموعة الاولى في الوقت الذي نجد البعض يرى انها الأفضل في ظل عدم تواجد اوزبكستان وايران وقطر التي تعـد عصية على منتخبنا دائما .لكني أرى ان أي منتخب وصل الى الدور الحاسم والأخير المؤهل الى المونديال يجب أن يعي جيدا ان جميع المنتخبات المتأهلة هي في مستوى واحد وإلا كيف لها عبور ثلاثة أدوار ووصلت الى هذا الدور الذي يضم الصفوة الاسيوية , فبالتأكيد ستتواجد اليابان وتتواجد استراليا وكذلك ايران واوزبكستان فهذا هو تصنيفنا كون منتخبنا يتواجد في المركز السابع آسيويا خلف استراليا وكوريا الجنوبية واليابان وايران واوزبكستان والصين التي لم تتأهل , لذلك من الطبيعي جدا أن نلتقي هذه المنتخبات من دون وضع العراقيل في طريق الأسود السالكة نحو القمة وإلا فكيف لنا اذا ما تأهلنا سنواجه البرازيل على أرضه وهولندا وإسبانيا وألمانيا وايطاليا وغيرها من المنتخبات الاوروبية التي تذهلنا بأدائها .الجميع يعرف ان كرة القدم فرص مَن يستغلها بنجاح يعبر الى الضفة الثانية من دون عناء وإن تلكأ سيجد نفسه يراوح بمكانه , فلا أجد مسوغاً يدعونا الى التشاؤم ، بل اننا من يعرف جيدا امكانيات منتخبنا وكرتنا التي لا أُريد المبالغة ان قلت انها الان في حالة تطور جراء ما يقدمه منتخبنا وكذلك تطور مسابقة الدوري .أرى ان الفرصة قائمة جدا في عبور الدور الحاسم على حساب فرق مجموعتنا من دون الإيعاز الى ان الفريق الفلاني سهل والآخر صعب ، لكني قد بنيت توقعي هذا من خلال ما قدمه اسود الرافدين في مبارياته الأخيرة وأظهر لاعبونا امكانيات مضاعفة أي انهم قادرون على تقديم الأكثر والأكفأ ، إذن فلماذا لا نتفاءل خصوصا ان بصمات المدرب البرازيلي بدأت تتوضح جلياً من خلال الاسلوب الذي انتهجه لاعبونا وحققوا خلاله الانتصارات التي جعلتهم يتصدرون فرق المجموعة الاولى ، لكن يبقى ما يجعلنا نتوجس ويساورنا الشك في أمرنا هو الجدية في العمل التي أرى ان البرازيلي زيكو وإن كان مدرباً ذا شخصية ويمتلك قدرة وحنكة تدريبية لكنه لم يعطِ الأمور قيمتها ولا يبالي بأن الامور في غاية الصعوبة كوننا لم نتأهل الى النهائيات منذ 26 عاما ونتوسم فيه وفي أسود الرافدين هذه المرة خيراً لإعادة السيناريو الذي تأهلنا فيه الى المكسيك عام 86 ، لذلك يجب مراعاة مشاعر العراقيين ووضع دموعهم التي ذرفت كلما تجرّع منتخبنا طعم الخسارات المريرة التي كادت تطيح بالكرة العراقية بنظر الحسبان ويبدأ برنامجه التدريبي من الآن للتحضير الى الرحلة الجديدة عسى أن يكون تفاؤلنا بمكانه .
بصمة الحقيقة :الأسود والدور الحاسم
نشر في: 12 مارس, 2012: 08:34 م