TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:"بــوز" القيــادي

نص ردن:"بــوز" القيــادي

نشر في: 12 مارس, 2012: 08:50 م

 علاء حسن المسؤولون السابقون والقياديون في الحزب المنحل، كانوا عندما  يوثقون  اللحظة التاريخية في لقاء قائدهم عبر صورة فوتوغرافية،  يقفون  شابكي اليدين، باستثناء كبيرهم، الذي يتوسطهم، في هذه الأيام الصورة لم تختلف عن السابقة، ومن يريد التأكد  الاطلاع على الصور المنشورة في  الصحف والمواقع  الإلكترونية، وهذا "البوز "  لايتعلق  بـ "البجم " أو شكل الوجه، وإنما الوقوف المناسب في الصورة،
وفي مطبوع صادر عن إحدى  الوزارات،  تضمن عشرات الصور لمعالي الوزير، كان يقف في المنتصف،  وبجواره عدد من معاونيه ومستشاريه  وموظفيه، شبكوا أيديهم، وارتسمت على وجوههم ابتسامة مفتعلة بلا لون  ولاطعم ولا رائحة، وكان ينقصهم  ارتداء البدلة  العسكرية  الزيتوني،  ليؤكدوا حقيقة أن الصورة الجديدة ليست مستنسخة أو مستعارة من النظام السابق. المسؤولون الجدد يعلقون أسباب تراجع الأداء  الحكومي  على التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق، لأن حروبه  دمرت البنية التحتية، وعدوانه على دول الجوار جعلته صاحب "بوز "مكروه  من المجتمع الدولي والإقليمي، والبوز هنا له علاقة بالوجه و"مش بوزك " تعني  حرمانك من الحصول على مبتغاك، مسؤولو اليوم وفي مراجعة سريعة للأرشيف المصور أصروا على "البوز الآخر " أي الوقوف بالطريقة السابقة " شبك اليدين " وتوثيق اللحظة التاريخية، لأنها مثل الفقاعة يجب تصويرها قبل أن تنفجر، وأسباب الانفجار كثيرة هذه الأيام  ولا تقتصر على الفقاعات فحسب،  وإنما تمتد إلى أشياء أخرى،  يعرفها المسؤول  الذي شبك يديه هو الآخر، مثل أي قيادي في الحزب المحظور. مثل هذه الصور تتكرر في المؤتمرات الصحفية، فحين يقرأ أحدهم البيان يتجمع حوله" الربع" من نواب كتلته أو حلفائه، الوجوه تتطلع للكاميرات، والأيدي متشابكة وتحت الحزام، بانتظار إنهاء "الوصلة الإعلامية " لتوضيح الموقف ثم التلويح   باللجوء لاتخاذ قرارات، يقال عنها عادة إنها ستسهم في ضمان نجاح العملية السياسية، بعد الحصول على المكاسب والامتيازات لصالح الكتلة التي عقدت مؤتمرها لتكشف عن مظاهر  التهميش والإقصاء  ومصادرة حقها في إدارة البلاد للقضاء نهائيا على ما خلفه النظام السابق من تركة ثقيلة، ومنها تقليد " بوز" القادة والمسؤولين السابقين. أصحاب "البوز" المستنسخ  معظمهم من " الأفندية "  أما الآخرون  وعلى  اختلاف أشكال وأنواع  أزيائهم المعروفة في العراق لا  يشاركون زملاءهم في شبك الأيدي، والأمر لاعلاقة له بموقف عقائدي أو سياسي، وإنما يتعلق بطبيعة الزي، فهو لا يوفر الفرصة للظهور بالشكل المطلوب طبقا  لضرورات اللقطة التاريخية. وربما في حال التخلي عن العباءة، والعقال وغيرهما  وحينما تتوفر الفرصة المناسبة، وعادة ما تكون في ارض مطار بغداد قبل التوجه  لدولة  أوروبية لحثها على تشجيع شركاتها لتنفيذ مشاريع استثمارية في العراق، لإزالة التركة الثقيلة للنظام السابق، استنساخ  "بوزات" المسؤولين السابقين، نجدها بشكل واسع هذه الأيام منشورة في مطبوعات  تصدرها وزارات وهيئات مستقلة،  تروج لظهور النجوم الجدد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram