TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق: الرجال قوامون على أغاني النساء!

سلاما ياعراق: الرجال قوامون على أغاني النساء!

نشر في: 12 مارس, 2012: 09:28 م

 هاشم العقابيفاجأتني حفيدتي ديما، عمرها 11 عاما، بحصولها على جائزة تقديرية في يوم عيد المرأة العالمي. المفاجأة لم تك بسبب فوزها، بل بالعمل الذي قامت به. لقد كتبت اغنية عنوانها "احزروا من هي أمي". كتبتها بانجليزية رشيقة وبكلمات تشم منها رائحة الطفولة النقية ببساطة. لا احلى من تلك الكلمات الا وجهها المتورد بفرح الفوز،
وبالشعور بانها قدمت شيئا أسعد امها وبنات جنسها.تبقى المفاجأة ليست بالكلمات، بل لأن حفيدتي اثارت في ذهني سؤالا لم يمر ببالي من قبل، رغم اني كتبت كثيرا عن الأغنية العراقية. لماذا لا توجد شاعرة او امرأة عراقية كتبت أغنية بلسان المرأة نفسها؟ خفت ان لا يكون سبب السؤال قصورا في معرفتي، فسألت بعض ذوي الاختصاص فلم انجح بالعثور على اغنية عراقية كتبتها امرأة. استثاء واحد هو الشاعرة لميعة عباس عمارة  التي وان غنيت لها بعض الكلمات لكنها كتبت بالاساس كقصائد لا أغاني. ولربما تكون هناك شاعرة اخرى لم انتبه لها. مع هذا تبقى حالة نادرة لا تلغي وجود ظاهرة أعم.الغريب هو ان لدينا كما لا بأس به من الاغاني التي كتبت على لسان النساء. لكن الذين كتبوها من الذكور. من "آنه المسيجينة" الى "آنه الحديثة أنا بنت الفقير" الى "غريبة من بعد عينج يا يمه". وان كانت تلك تعد من الأغاني القديمة او التراثية، كما تسمى احيانا، .لكن هناك اغان حديثة كثيرة قيلت عن لسان المرأة وليس من قبلها. يكفي ان اذكر بان أجمل ما كتبه الشاعر ابو سرحان الجميل، جاء على لسان امرأة . وهل هناك اجمل من: حدر التراجي برد .. والكنطره بعيدهأمشي وكول وصلت .. والكنطره بعيدهلا لا يا برد الصبح .. ما تحمل جفوفي زغيره وجواني العشك .. وتوسد زلوفيهيمه وجحيل الوكت .. ما لمني نفنوفيلوذي اعلى البعد البعد .. يا روحي حدر ايدهأضف لها "آنا أمك يا زين" , "همه ثلاثة للمدارس يروحون" "ولا لا لول لوه .. خلخالي صاح ودوه".انا من بين الذين كتبوا باعجاب وصل  حد التغزل،  بأغاني النساء العراقيات. وأقصد بذلك الدارمي (غزل البنات) الذي توارثته بنات العراق من جداتهن السومريات. أما يثير الغرابة ان العراقيات وقبل مئات السنين سطرن اجمل كلمات غنائية،  لكننا، وعلى مدى  قرابة قرن، نشهد شبه غياب تام لحضورهن في دنيا كتابة اغانيهن؟ اغلب، او بالأحرى كل، ما كتب من اغان نسوية كان قبل رجال وعلى طريقة "كأنني بلسان حالها تقول"!لا أدعي اني أعرف الجواب. لكن الذي اعرفه، حتى اللحظة، هو ان نساءنا كتبن قصائد فصحى فيها من الغزل الكثير. وكتبن روايات وقصص تتجاوز بعضها حدود الغزل الى اسرار غرف النوم.  فلا اظن ان عدم كتابة المرأة للأغنية يدخل في باب الحشمة او "السرّانية" كما قد يظن البعض. انه سبب آخر يستدعي بحوثا وتأملات علها تكشف لنا سر قوامة الرجال على أغاني النساء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram