أحمد عبد الحسين1أضعُ بداهاتي قدّامكَ إلى أن يسكنَ الرعدُإلى أن ترفعَ البوقَ من فمِكَ وتصرخُ في الشعب:
أما قرأتم قطُ في الكتب؟أما رأيتم الغريبَ مربوطاً بالذهبِ إلى خيامِ آبائكمفسلطتم عليه الكتبةَ ليرتعدَ؟إكتنفتم يديه بجيوشٍ ومجانيقَصيّرتم أكتافه مأكلاً للضبابِوكلما استيقظ من نومِه وفركَ عينيهرعاةٌ نوامونَ منكم أعادوا عليه النعاسَrnفالآنَ أقولُ لكم:قبّلوا هذا الطفلَ النائم لئلا يغضبقبلوه لئلا يحلَّ الظلامُ.rn2وأكاد أتكلمُ لولا لسانيأكادُ في ظلّ أسيادكِ المقموعينَ أوثقكِوأسقيكِ من المنفى الذي أسقيتِني إياهُيا خاشعةُ يا سكرانةrnيا بيتاً يطرده الأخ الأكبرُ بلا حقائبَيا بابلَ أُوحيَ إليها أنْ تمخّضي وإلا نفضتكِتمخّضي لأنكِ الجيشُ المنهزمُبوق بعثركِ وطافَ بكِ في البلدانِشرطيُّ يشتكي العطشَ أماتكِ وأحياكِثم أماتكِ وأحياكِ ثم أماتكِ وأحياكِ إلى أن حبلتِ وأنتِ العذراءُاستيقظ أبناؤكِ وتاهواوتهشمتْ أسنانُهم من الضحك.3ومالي لا أضحكُ؟أضحكُ لهذه الصنائعِ الشاقّة:أضحك لنافخِ البوقِ تحتَ خرائبِ بابلَ،أضحكُ للغيم الأبيضِ يتوّجُ قلبَ ميديا بلا سبب،أضحك لصبيةٍ لم يقلْ لهم أحدٌ أنهم شيعةٌ لكنهم تنبأوا بذلك،أضحكُ لمعدان يحرثون أكتافَ نسائهم حزناً على ثأرٍ لم يبلغوه،أضحكُ لمندائيينَ يخرجون من خيمة الاجتماعِ وعلى أيديهم دمٌ لا يعرفون لمَنْ،أضحكُ لانكشاريةٍ يربطون خيولهم إلى رأسِ الملكِ كوديا،أضحكُ لكلدان لم يجدوا ما يتصدقون به، ملأوا آبارهم خلاً وتفرّقوا في الأقطار،أضحكُ لعشائرَ أوقفتها خطيئتُها في ظلِّ شرطيٍ يتثائبُ،أضحكُ على ناصر الأشقرعلى قلائده المصكوكة من أسنان العبيد،أضحكُوأعرف أن شعباً أحدبَ سوف يتسلّلُ اليَّفي هذه الساعةِليشاركني البكاء.
بابل مقلوبة
نشر في: 13 مارس, 2012: 07:35 م