البصرة / ريسان الفهدعلى الرغم من دوره الحيوي في سقي الأراضي الزراعية الشاسعة على ضفتيه، إلا أن لشط العرب أهمية سياحية ما زالت تعاني الإهمال.إذ فيما يشير مسؤولون محليون وعدد من أهالي البصرة الذين التقتهم "المدى" إلى أن النهوض بالقطاع السياحي في شط العرب سيعود بالنفع الكبير على المحافظة، يبدو أن واقع الحال محزن،
إذ تحولت بعض المناطق في الكورنيش إلى عشوائيات تشوه جمالية المكان. عضو مجلس محافظة البصرة عقيل الخالدي أكد في حديثه لـ"المدى، أن شط العرب يعتبر من المرافق السياحية المهمة والحيوية وجزءاً من ثقافة البصرة. وأضاف "سيصبح شط العرب من الأماكن الترفيهية في المدينة إذا ما حظي بالاهتمام المطلوب"، مبينا أن العمل جار لتأهيل شارع الكورنيش المطل على الشط وتجميله من خلال تنظيم الحدائق والنخيل. وأشار الخالدي إلى أنه قدم مقترحاً إلى مجلس المحافظة لتوسيع شارع الكورنيش لاستقبال أكبر عدد من السياح والعوائل البصرية، مضيفا "سنعمل في الفترة المقبلة على تنفيذ هذا المشروع واستقدام الشركات المختصة بالقطاع السياحي لتطوير الكورنيش". ويتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات في مدينة القرنة شمال البصرة، ويبلغ طوله 204 كم ويتراوح عرضه ما بين 500م - 2كم، ويصب في الخليج العربي أقصى قضاء الفاو، وترافق ضفتيه من المنبع حتى المصب غابات كثيفة من مزارع النخيل والبساتين الأخرى. صاحب أحد الكازينوهات المطلة على شط العرب قال لـ"المدى": إن كورنيش شط العرب تغير جذرياً في حركة السياحة قياساً بالمرحلة السابقة، مشيرا إلى أن "الكازينو يستقبل يوميا بين 250 - 300 عائلة يوميا، وهذا الزخم الحاصل جعلنا نستمر بالعمل حتى ساعات متأخرة من الليل". وطالب بإعادة تأهيل منطقة كورنيش شط العرب "التي حولتها التجاوزات من منطقة سياحية إلى أشبه بالمناطق العشوائية"، مؤكدا أن "شط العرب يتمتع بجاذبية سياحية عالية وهذا الجانب من شأنه أن يساعد في إنشاء مرافق جديدة لاستثمار شط العرب سياحياً كإقامة قرى ومنتجعات سياحية على ضفتيه ومراس للزوارق وبناء متنزهات ومدينة ألعاب وإعادة إعمار الفنادق السياحية".فيما أشار أحد المتنزهين جاسم ناصر في حديثه لـ"المدى" إلى أن كورنيش شط العرب "وبالرغم من افتقاره للأبنية الحديثة إلا أنه كان من أجمل المناطق السياحية في مدينة البصرة"، مضيفا "كانت هنالك المقاهي الشعبية التي شيدت على ضفة الشط باتجاه العشار، ومحال ومطاعم تقام فيها حفلات الأعراس والمناسبات الخاصة ويزورها الناس من مختلف المحافظات والدول المجاورة".وتابع بالقول: "كانت الرحلات النهرية الليلية تزين أجواء شط العرب باحتفاليات الأنغام البصرية المعروفة". ودعا ناصر الجهات الحكومية المعنية إلى تأهيل وتطوير كورنيش شط العرب بما يتلاءم مع هذا المرفق السياحي، وأن تعمل على بناء المطاعم والفنادق بطراز حديث، وفتح عدة طرق لتسهيل حركة المرور إلى شارع الكورنيش".من جانبه، نبه المواطن علي سالم في حديثه لـ"المدى" إلى إن كورنيش شط العرب يفتقر إلى مشاريع استثمارية كثيرة، إذ تقتصر السياحة على ضفة الشط الغربية في حين تستغل ضفته الشرقية كمزارع وبساتين "وهذا يشكل ضياعا كبيرا لفرص إنشاء منتجعات ومطاعم وكازينوهات وفنادق يمكن أن تعود بمنافع اقتصادية كبيرة". أما أحمد حسن صاحب أحد الزوارق فقد بين لـ"المدى" أن عملهم يتضمن "القيام بسفرات نهرية للمواطنين من الكورنيش إلى مناطق السايلو أو جزيرة السندباد وأحياناً إلى قضاء أبو الخصيب وحسب رغبة الركاب". وأوضح أن لكل سفرة أجرتها الخاصة التي تتراوح ما بين 10 – 60 ألف دينار إذا كانت إلى أبي الخصيب لبعد المسافة"، لافتا إلى أن عمل الزوارق لا يقتصر على القيام بالسفرات النهرية فقط بل هنالك أيام تعمل فيها الزوارق على نقل البضائع والركاب بين ضفتي الشط عند قطع الجسر الحديدي الذي يربط بين منطقتي التنومة والعشار. وعن سبب تسمية مراكبهم بـ(البلم العشاري)، بين حسن أن "هذه التسمية مستمدة من البلام العشارية التي اشتهرت بها البصرة في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي لكن هذه الزوارق ليست بلاما عشارية بل هي مراكب خاصة لنقل البضائع والأشخاص أما البلام العشارية فما بقي منها قليل جداً ويستخدم في عمليات الصيد حاليا وربما تعود هذه البلام للعمل إذا تطورت الحركة السياحية في مدينة البصرة".
شط العرب.. ثروة سياحية وفرصة لامتصاص البطالة

نشر في: 13 مارس, 2012: 07:43 م