علاء حسن قبل أيام "انكلبت الدنيا" في الولايات المتحدة لسماع سكان في ولاية أميركية صوت "جرو يعوص" أثار شفقتهم ، فاتصلوا بالأجهزة الأمنية ، وتبين في ما بعد أن شخصا مخمورا ، وجه لكمات لكلبه الصغير" الجرو" بعد أن انتابته حالة غضب ، ثم انتهى به المطاف بالسجن لمدة ستة أشهر لإدانته بانتهاك حقوق الحيوان،
الخبر نشر على موقع إلكتروني لإحدى الصحف الأميركية واسعة الانتشار، لغرض إيصال رسالة إلى الرأي العام تروج لفكرة أن حقوق الحيوان في الولايات المتحدة مصانة بإجراءات رسمية ومدعومة بتأييد شعبي، وليس عن طريق المخبر السري كما يحصل في دول أخرى ، ليس في برامجها نية أو فكرة للدفاع عن "جرو يعوص" في بيت الجيران .الإعلامي احمد الصالح المقيم حاليا في الولايات المتحدة، روى قبل مغادرته العراق منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي أن احد أصدقائه الذي كان يدرس في إحدى الجامعات الأميركية حصل على مبلغ مالي ضخم من إحدى شركات التأمين، تعويضا لخدوش في وجه ابنه نتيجة مزاح من النوع الثقيل مارسه كلب الجيران يستحق لقب "عالي جناب".بغض النظر عما نشر في الصحيفة الأميركية، ورواية الزميل الصالح عن أحوال الكلاب "عالية الجناب" في الدول خارج المنطقة العربية، يبقى ملف حقوق الإنسان وليس الحيوان ـ سواء في العراق أو غيره مثار جدل وسجال مستمر، ومنظمات المجتمع المدني المحلية، والدولية المعنية في هذا الأمر لديها قاعدة بيانات ضخمة عن مظاهر الانتهاك، ومعلوماتها تشير إلى وجود جهات رسمية متورطة بالانتهاك، وآخرها الحملة التي شنت يوم الأحد الماضي في شوارع العاصمة بغداد لملاحقة المتسولين، حفاظا على الصورة الحضارية للعاصمة لحين انتهاء مؤتمر القمة.إجراءات الحكومة بحق المتسولين لم تمنع غيرهم من الظهور في تقاطعات وشوارع أخرى بعيدة عن الرقابة الرسمية، فحصل نزوح جماعي للمتسولين من مناطق الكرادة والمنصور والأحياء القريبة من المنطقة الخضراء إلى أماكن بديلة ، للهروب من الملاحقة ، وبرغم تشديد الإجراءات ظل المتسولون يمارسون نشاطهم ، وربما ستزداد أعدادهم قبيل انعقاد القمة بتشجيع من جهات سياسية ، تتهم بأنها تسعى لمنع القادة العرب من الحضور إلى بغداد والمشاركة في المؤتمر .أمام الجهات الرسمية مهمة أخرى لا تقل أهمية عن ملاحقة المتسولين، فعليها أن تنظم حملة واسعة تشارك فيها الوزارات المعنية للقضاء على البزازين والكلاب السائبة، المنتشرة بأعداد كبيرة وربما خرافية في أحياء العاصمة، وشوارعها الرئيسة، وربما حتى داخل المنطقة المحصنة، وما يعلن عن استكمال الاستعداد وحجم الأموال المخصصة لانعقاد القمة لم يشر إلى إجراءات لمكافحة الكلاب السائبة، وتجاهل هذا الأمر سيشوه بلا شك صورة بغداد الحضارية، وقد يؤدي إلى تغيير الموقف السياسي لأحد الضيوف العرب، لأنه تأثر بسماع صوت "جرو يعوص".
نص ردن: عالي جناب
نشر في: 13 مارس, 2012: 07:45 م