TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : القمة وكأس العرب

سلاما ياعراق : القمة وكأس العرب

نشر في: 13 مارس, 2012: 08:32 م

 هاشم العقابيالقمتان العربيتان اللتان عقدتا ببغداد، من قبل، كانتا نذير شؤم. وها نحن ننتظر الثالثة، فيا رب اجعلها خيرا. الأولى، والتي كانت في 1978، جرت من بعدها مصيبتان: الأولى، اتهام صدام للأسد الأب بالتآمر عليه يوم خرج باكيا وهو يذبح ويصلخ برفاقه.
يا للبكاء العراقي. الكل يبكي. الظالم والمظلوم. القاتل والقتيل. تصوروا صدام يبكي! ومن يومها صار بيننا وبين سوريا ما صنع الحداد. والأخرى كانت الحرب مع إيران. أما القمة الثانية التي عقدت في العام 1990 فهذه جرّت من بعدها أمهات المصائب والويلات. من غزو الكويت الى الحصار الى ما نحن فيه اليوم من حال لا يحسدنا عليها صديق ولا عدو. تجربتا العراق مع القمة وما تلاهما من مصائب قطعاً تثيران التشاؤم. لكني مع كل هذا متفائل بالقمة القادمة. السبب هو طغيان الحدثين السوري والبحريني على تحديد مسارات عقدها. فهذان البلدان هما مربط الفرس، كما يقال. كلاهما شهد ربيعه الخاص. والعرب قابلوا الربيعين بخريفين رائحتهما، على الأغلب، طائفية. فدول الخليج مجتمعة مع انتفاضة السوريين. لكنها، في المقابل، ضد انتفاضة البحرانيين لحد ان بعضها أرسل دبابات لقمع المحتجين. ومن الجانب الآخر هناك دول، ولو قليلة، والعراق في مقدمتها تقف مع البحرانيين قلبا وقالبا، وضد السوريين علنا أو سرا. شيء يضحك ويبكي ويحير عقل حتى من لا عقل له. ومع هذا انا متفائل. عجيب! أليس كذلك؟ان كنت قد طرحت الوجه المتشائم للقاءات العرب في بلدنا، الا ان هناك حدثا رياضيا، افرح العراقيين لأول مرة في العام 1966 بعد الزلزال الذي اطاح بأفراحهم يوم 8 شباط الأسود في العام 1963. فلم يشهد العراق، وبغداد بالذات، عرسا عمّ كل الشوارع مثل عرس فوزنا بكأس العرب سنة 1966. ومن يتذكر تلك الايام، حتما سيحضر في ذاكرته كل من البحرين وسوريا، مثلما يحدث اليوم. بدأ الفرح بفوز العراق على البحرين بعشرة اهداف مقابل هدف واحد. بالمناسبة الهدف تبرع به الفريق العراقي اكراما للضيف كي يحفظ ماء وجهه. وفي النهائي كان العراق بمقابل سوريا. لا اطيلها عليكم، فقد فاز العراق او لنقل انتصر، والشوارع مع الناس تصيح: "هذا الكاسي يحجي.. والسلطجي يبجي". والسلطجي هو حارس المرمى السوري الذي، وللأمانة، كان حارسا مميزا. لكن لاعبنا كوركيس اسماعيل تمكن من اختراقه بهدفين فأبكاه.واليوم، ومع وجود شيء من الخوف على القمة، بسبب ما يجري بسوريا والبحرين، اقترح على القائمين على شؤون عقد القمة المقبلة ان يوجهوا دعوة للذين ما زالوا أحياء من أعضاء فريقنا الذي فاز بكأس العرب آنذاك، للمشاركة بالجلسة الافتتاحية. القصد من حضورهم هو من باب التبرك ولجعل قصة البحرين وسوريا مبعثا للتفاؤل لا للتشاؤم، مثلما كان وجودهما، من قبل، سببا في فرحتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram