TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: وا وتــوتــاه

نص ردن: وا وتــوتــاه

نشر في: 14 مارس, 2012: 08:33 م

 علاء حسن  ما حصل يوم الإثنين الماضي في حي أور في وضح النهار، ووسط الإجراءات الأمنية المشددة، بالسيطرات الثابتة والمتحركة، جعل عضو لجنة الأمن والدفاع  في مجلس النواب اسكندر وتوت، وعبر لقاء إذاعي، يصرخ ويتساءل"  أين  ضابط استخبارات الفوج المكلف بحماية الحي، وأين قائد عمليات بغداد،
وأين رد الفعل السريع، وما جدوى السيطرات، أين الدفاع أين الداخلية " ولم يذكر النائب وتوت   المسؤول الأول عن  حفظ أمن المواطنين، وتجنب الإشارة إليه، ربما لاعتقاده ان الحكومة مشغولة  حاليا  بإنجاز استكمال الاستعدادات الأمنية واللوجستية  لعقد القمة العربية نهاية الشهر الحالي، بعون الله وبجهود الوطنيين  المخلصين الحريصين على تحقيق استحقاق العراق في استضافة الزعماء العرب،  لمدة  ثلاث ساعات  لا أكثر،  بحسب تقديرات النائب السابق وائل عبد اللطيف.النائب وتوت المعروف عنه بأنه خبير عسكري، ورشح لمنصب وزير الدفاع، ورفض لأسباب مذهبية، اختزل صرخة العراقيين بأسئلته في محاولة قد تبدو يائسة  وغير مجدية، لأن  أسئلته طرحت أكثر من مليون مرة عبر وسائل الإعلام أو من خلال الشكاوى المقدمة إلى لجنة الأمن والدفاع النيابية، ولكن لا حياة لمن تنادي، لأن المسؤولين  والقادة الأمنيين الكبار والصغار، فقدوا حاسة السمع  جراء الانفجارات المدوية في بغداد والدليل على ذلك  أنهم لم يسمعوا ما قيل عن فشل جهاز الكشف عن المتفجرات، ولم يسمعوا  استغاثات  أهالي العاصمة المعبرة عن معاناتهم اليومية المريرة من كثرة السيطرات  المتخصصة بإحداث الزحامات المرورية كما وصفها النائب وتوت.بعد مرور ساعات على تنفيذ حادث أور أعلنت قيادة عمليات بغداد أنها استطاعت  القبض على احد  المسلحين وقتل آخر، وأنها تحتفظ بصور بقية  منفذي حادث السطو، والإعلان الخجول يشير إلى أن احد المسؤولين الأمنيين مازال يحتفظ بحاسة السمع  فاستجاب لصرخات النائب فكشف عن معلومات خطيرة، ستمهد لاعتقال بقية أفراد  العصابة ثم عرضهم على الشاشة، وقضية  معرفة صورهم بحاجة إلى المزيد من التأكيد، لأن عصابات الجريمة المنظمة تخطط لتنفيذ عملياتها قبل وقت طويل، فقامت باستطلاع المكان، وشخصت الثغرات، ومواقع الكاميرات، وليس من المستبعد والمستحيل أن تضع في حساباتها هذا الأمر، وأهالي حي أور هم الأعرف بقضية  المراقبة بالكاميرات، لأنها تعمل كهربائيا وليس على الفحم أو النفط ومن يحتفظ بحاسة السمع يدرك  القصد. في  حوادث مشابهة  لم تكشف الكاميرات عن صور المنفذين،  واكتفت الأجهزة الأمنية بتشكيل لجان تحقيقية، وكالعادة لم تعلن النتائج، والإجراءات الاحترازية لحماية الصاغة سواء في البياع أو حي الجوادين  اختصرت بقطع   مدخل السوق بجدار كونكريتي، وأسلاك شائكة  ووضع سيارة شرطة  برأس الشارع، بعد أن سمع المسؤولون المصابون بالطرش صرخة العراقيين  "وا وتوتاه الحكونا من تدهور الوضع الأمني"  المستتب والمستقر والمتقدم من وجهة  نظر مسؤول" اطرم "  يراهن على الكاميرات وأجهزة الكشف عن المتفجرات  في ملاحقة الإرهابيين وإحباط مخططاتهم الإجرامية.      

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram