كريم جخيورفي مقال السيد جاسم العايف، المنشور في (المدى) تحت عنوان (ملتقى قصيدة النثر.. شعار مستفز وملاحظات أخرى).يستغرب السيد العايف أن يحمل الملتقى اسم الشاعر الكبير بدر شاكر السياب قائلا( لا ندري كيف ساغ لدى منظمي ملتقى معني بقصيدة النثر حصرا تسمية دورته الثانية باسم شاعر لم يعرف انه كتب قصيدة نثر واحدة وكان يكتب الشعر وفق البحور الشعرية الكلاسيكية المتعارف عليها، إلا عندما اتسعت رؤاه الشعرية وكان نظام القصيدة التقليدي المبني على أساس أبيات متعاقبة تنتهي بقافية موحدة وكل بيت مكون من شطرين) يا لهذا الاكتشاف النقدي العظيم الذي سيعيد النقاد والباحثين الى مقاعد الدراسة من جديد.
وحتى نفك طلاسم استغراب السيد العايف نقول له إن السياب واحد من أهم رواد الحداثة الشعرية وتحت اسمه تقام الكثير من الفعاليات الأدبية والثقافية وقد أقامت جامعة البصرة ملتقى السياب أسئلة السرد والرواية.وأقام التونسيون ملتقاهم النثري تحت اسم أبي القاسم الشابي وفي واحدة من دورات مهرجان المربد الشعري كانت رئاسته للراحل الكبير محمود عبد الوهاب هذا من جانب، أما الجانب الآخر فكان من المقرر أن يكون موعد انعقاد الملتقى في شهر كانون الأول وهو ذكرى رحيل السياب، وتأخر تقديم الدعم حال دون ذلك. أما الاستغراب الثاني للسيد العايف فهو شعار الملتقى (قصيدة النثر مستقبل الشعر العربي الحديث).في حوار مع الشاعر محمود درويش قبل أربعين عاما وتحديدا في عام 1971، حيث عبّر عن تجربته الفنية الجديدة بعد صدور مجاميعه الجديدة مزامير وسرحان يشرب القهوة في الكافتريا إذ يقول (كنت شديد الحماس إلى عدم التنازل عن التفعيلة ولكن إيماننا بالحداثة، وقبولنا التنازل عن القافية قد يجرنا إلى التنازل عن التفعيلة أيضا ، وقد نستغني عنها في يوم من الأيام ، هذا إذا كنا نؤمن إن الشعر ليس بناء لغويا فقط وليس قاعدة مقررة، وإنما حالة شعرية والحالة الشعرية قد يكون أحسن التعبير عنهاكلمات لا تفعيلة لها).ثم يضيف محمود درويش: (أنا شخصيا أحزن كثيرا عندما أتصور مستقبلا للشعر لا تفعيلة فيه ، ولكن حزني هذا قد يضحك الأجيال القادمة).أعود الآن إلى السيد العايف الذي يبدو أنه ليس من الأجيال التي قصدها درويش ،لأقول له ما الفرق بين شعار الملتقى (قصيدة النثر مستقبل الشعر العربي الحديث ) وما قاله الشاعر والرائي الكبير محمود درويش؟، مع هذا لم تقل الناقدة ريتا عوض ، التي أجرت الحوار مع درويش ،إن هذه المسألة تدخل ضمن التنبؤات المبنية على التمنيات أو توقعات المشتغلين بالفلك التي غالبا ما تكون موادهم للتسلية والفكاهة ومكانها عادة في الصفحة ما قبل الأخيرة وهي صفحة خاصة بالتسلية واللهو المجاني ولا علاقة لها بالأفق الثقافي كما قال الصحفي السيد العايف والفرق واضح جدا هو بين أن تكون جاهلا أو معرفيا.ومن خلال شعار الملتقى اكتشف السيد العايف بوضوح لا لبس فيه عن الفقر والجهل والأمية الثقافية والتدني الفكري لمن طرح هذا الشعار، وهذا لم تكتشفه الناقدة والكاتبة ريتا عوض في ما طرحه محمود درويش عن مستقبل الشعر العربي وبالتأكيد أن هذا الاكتشاف سيسجل باسم العايف ضمن اكتشافات الألفية الثالثة فكم أنت مسكينة يا ريتا عوض.ويقول العايف في مقاله ما أنقذ الملتقى الثاني لقصيدة النثر من التدهور والفشل المريع هو الحضور البهي والمساهمة الجادة للسادة الباحثين والنقاد ومعهم بعض الشاعرات المتميزات والشعراء.وكان على السيد العايف أن يقول ، هذا إذا كان موضوعيا، لقد نجح الملتقى بهذا الحضور البهي والمساهمة الجادة للسادة الباحثين والنقاد ومعهم بعض الشاعرات المتميزات والشعراء.ونقول للسيد العايف إذا كان شعار الملتقى تعبيرا عن جهل وأمية ثقافية وتدنٍ فكري، فلماذا يشارك فيه ويترأس إدارة إحدى الجلسات النقدية؟وفي الختام نقول رحم الله الزبرقان بن بدر.
ملتقى قصيدة النثر وغرابة الجاهل
نشر في: 14 مارس, 2012: 09:16 م