TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: هل حلّ موعد الربيع الإيراني؟

في الحدث: هل حلّ موعد الربيع الإيراني؟

نشر في: 14 مارس, 2012: 10:06 م

 حازم مبيضينثمة في الأفق ما يؤشر إلى حراك يقوم به ناشطون إيرانيون, من غير الفرس, على خلفية ما يقولون إنه تمييز ضدهم, في بلد متعدد القوميات، تتحكم في مقدراته قومية واحدة, بحكم أنها الأكثر عدداً, وهو ما يمنع تحقيق الديمقراطية, دون اللجوء إلى  النظام الفيدرالي، الذي يجب أن يحل محل ما يعتبرونه اضطهاداً قومياً للشعوب غير الفارسية,
 يترافق مع تمييز طبقي وإثني وقومي، إضافة إلى أن أكثر من 80 بالمئة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر, ويتمثل هذا الحراك بدعوات موجهة إلى الشعوب الإيرانية, التي تعاني التهميش والاضطهاد إلى التضامن, لاستحالة أن يحقق أي منها منفرداً الحرية والديمقراطية, كما تتوجه الدعوات إلى أبناء القومية الفارسية, للثورة على النظام وإسقاطه, لأن النظام الديني الحالي في إيران, لا يمكن أن يصلح نفسه بنفسه, كما يقولون.معروف أن الجمهورية الإيرانية تضم خليطاً من القوميات, من أبرزها إلى جانب الفرس, العرب والكرد والبلوش والأذريين, ويشتكي الكورد من كونهم يعانون الكثير من ظلم النظام, ويؤكدون أن الحل الوحيد للقضية القومية في إيران هو إقامة نظام فيدرالي على أساس قومي, في حين يدعو العرب إلى تحرك نحو المجتمع الدولي, لشرح قضية احتلال إيران لإمارتهم منذ عام 1925, لرفع التعتيم عن حقوق الشعب الأهوازي, وعرض قضيتهم على الأجيال العربية الجديدة التي تجهل هذه القضية, ويعتقد هؤلاء أن التحولات الإقليمية في الربيع العربي, تحتم على الأهوازيين تفعيل ملفات حقوق الإنسان, لتوضيح الاضطهاد الذي يمارسه ضدهم النظام الإيراني, ويرى البلوشيون أن الشعوب غير الفارسية في إيران تعيش معاناة واحدة حاليًا، ولذلك فإن الحل الوحيد للمشكلة القومية في إيران, هو إقامة نظام فيدرالي لا مركزي، يحترم حقوق جميع الشعوب الإيرانية.يعتقد قادة هذه الأقليات الإيرانية, أن الغرب توصل إلى نتيجة في تعامله مع إيران, تفيد بأنه لا يمكنه الاستمرار في التعامل مع نظامها، وهذا يعني أنه قرر إسقاطه, وهم على ثقة بأن المعارضة الفارسية لا يمكنها وحيدة أن تسقط النظام، ما يوجب عليها فتح صفحة التعاون مع الشعوب غير الفارسية والاعتراف بحقوقها, ومن أبرز تلك الحقوق  التوصل إلى صيغة للحكم الذاتي, وهم يأملون هذه الأيام في أن تنتقل انتفاضة الربيع العربي إلى بلادهم للتخلص من الدكتاتورية التي تحكمها، وذلك من خلال حركة شعبية سلمية تؤكد قوة الحراك الشعبي الاجتماعي على الوحدة والتضامن, وتحقيق التغيير المطلوب مرحلياً, حيث سيتم بعد ذلك المطالبة بحق تقرير المصير لتلك القوميات.يرى القادة السياسيون للقوميات غير الفارسية, أن هناك علاقة وثيقة وجوامع مشتركة بين الانتفاضات العربية وانتفاضتهم التي سبقتها بعام كامل، لكنهم يعترفون بصعوبة التواصل بين ضفتي الانتفاضة, في إيران والمنطقة العربية بسبب حاجز اللغة, وهم يرون أن من بين القواسم المشتركة بين الانتفاضتين الوعي السياسي المتشابه  في إيران ومصر, بالنظر إلى وجود هامش من الحرية، لكنه لا يتشابه مع الأوضاع في ليبيا وسوريا، اللتين يحكمان من قبل نظم دكتاتورية، وإن كان هناك تشابه فقط بينهما وإيران من الناحية الاجتماعية، حيث التنوع القومي والديني والمذهبي.يأخذ هؤلاء القادة على حركة الاحتجاج التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في طهران, عدم وجود قيادة قادرة على تحويل التظاهرات المليونية إلى انتفاضة شعبية, قادرة على أن تسقط النظام, وأنها اقتصرت على العنصر الفارسي, ولم تتسع لتضم الى صفوفها الشعوب الإيرانية الأخرى, وظلت محصورة في طهران وشيراز وأصفهان، ولم تشارك فيها الشعوب العربية والكردية والأذرية والبلوشية, كما يأخذون على قيادات ذلك الحراك, عدم قبول وتبني مطالب الشعوب الإيرانية, من غير القومية الفارسية, وأقلها الفيدرالية، كما يأخذون على الحكومات والإعلام العربي, تجاهل ما يجري في إقليم عربستان من قمع وإرهاب لشعبه, وعدم التحرك لنصرته في مواجهة اضطهاد أقسى دكتاتورية دينية, بطابع مذهبي متزمت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram