بغداد/ المدىكشف مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي أمس الخميس عن سعي الحكومة العراقية للبدء بحوار مع الجانب السوري لتسليم مطلوبين عراقيين مقيمين في سوريا بصفة لاجئين. وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي لوكالة كردستان للأنباء
إن "الحكومة تنوي البدء بالحوار مع سوريا بهدف إقناعها لتسليم مطلوبين للقضاء العراقي من اللاجئين السياسيين هناك".وأضاف "لا نستطيع التنبؤ بمدى نجاح الحوارات لان ذلك مرتبط بقناعة الجانب السوري لكننا نعول كثيرا على تفهم الحكومة السورية لمتطلبات تحقيق العدالة بمن ألحق الضرر بالشعب العراقي".وكانت الحكومة العراقية قد اتهمت عراقيين مقيمين في سوريا بالوقوف وراء تفجيرات دامية استهدفت مباني حكومية في عام 2008.وطالب العراق سوريا بتسليم اثنين من المتشبه بضلوعهما في التفجيرات، وأدت تلك المطالبة إلى أزمة دبلوماسية بين دمشق وبغداد، بعد أن عمدت الحكومتان إلى استدعاء السفيرين للتشاور، وتصعيد اللهجة حيال كل منهما.ويشكو العراق باستمرار تسلل مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة المتشدد إلى البلاد عبر الحدود المشتركة مع سوريا والتي تمتد على مسافة 600 كلم. ولجأ عشرات آلاف العراقيين إلى سوريا إبان سقوط النظام السابق في 2003 وما تلاه من فترة التوترات الطائفية، وكان بينهم العديد من قيادات حزب البعث المحظور. وتابع الساعدي بالقول "نحترم خيار سوريا بمنح اللجوء السياسي لمن تعتقد أنه يستحقه، لكن لايمكن لنا ان نعتبر من يرسل السيارات المفخخة ويخطط لقتل الشعب العراقي باللاجئ السياسي".وعادت العلاقة الدبلوماسية مع سوريا بالتدرج في عام 2011 ولاسيما بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى سوريا في خضم أزمة تشكيل الحكومة العراقية، واعتبرها البعض في حينها محاولة لكسب تأييد الرئيس بشار الأسد لتجديد ولاية المالكي.وامتنع العراق في تشرين الثاني نوفمبر الماضي عن التصويت لصالح قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية دمشق في مجلس الجامعة من أجل حمل دمشق على وقف القمع الشديد ضد المعارضة التي تطالب برحيل نظام الأسد، ويتهم البعض الحكومة العراقية بدعم نظام الأسد نزولا عند رغبة طهران.ووقعت دمشق وبغداد العديد من الاتفاقات التجارية خلال الأشهر القليلة الماضية في وقت تحاول فيه الدول الغربية فرض عقوبات على النظام السوري. ويرى السياسي سعد المطلبي أن اللحظة الآن مناسبة لإجراء مناورة مع السوريين من اجل تسليم المطلوبين للقضاء لاسيما البعثيين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين، وقال في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس "نحن بأمس الحاجة إلى استثمار هذا الوقت من اجل المطالبة بالمجرمين وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل"، لكنه استبعد ان تعمل دمشق على تسليم البعثيين الى الحكومة العراقية بهذه الصورة المستعجلة ولاسيما مع الاضطرابات التي تشهدها مدنها والمطالبات برحيل الأسد".
بغداد تفتح حواراً مع دمشق لتسليم المطلوبين للقضاء
نشر في: 15 مارس, 2012: 07:21 م