TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "تـلألأت النـجــوم" أوبــرا تـوسـكــا لـبـوتـشـيـنـي

"تـلألأت النـجــوم" أوبــرا تـوسـكــا لـبـوتـشـيـنـي

نشر في: 16 مارس, 2012: 06:54 م

ثائر صالحتجنبت لحد الآن التطرق إلى التراث الأوبرالي الأوروبي لعدة أسباب، أهمها ضعف ترسخ هذا الفن الرائع لدينا في العراق. عملياً يمكننا القول أنه لم يصلنا. فبرغم المحاولة اليتيمة لمغنية الأوبرا العراقية الفنانة سلوى شاميليان في تقديم بعض الآريات، بعد عودتها من الخارج في بداية السبعينيات، بقي هذا الفن خارج مدى اهتمام ذواقي الموسيقى الأوروبية عموماً. وقد يقول البعض أن التمتع بالأوبرا يحتاج إلى التعمق في تدريب الذائقة وصقلها والاطلاع على المزيد من الفنون، فالاوبرا تمزج بين الغناء والدراما والشعر وفنون اخرى.
مع ذلك أرتأيت الآن خوض هذا المجال، أملاً في إثارة الاهتمام بهذا الفن، وإلقاء الحجر في الماء الراكد كما يقولون، عبر تقديم بعض روائع الاوبرا التي ستنال الاعجاب دون شك.الاوبرا فن ايطالي المنشأ، وأول اوبرا ولدت هناك على يد جاكوبو بري سنة 1597، لكنها لم تخرج من دائرة الفنون الغنائية السائدة في أواخر عصر النهضة. كانت أورفيو أول أوبرا بالمفهوم الذي نعرفه الآن وهي من تأليف كلاوديو مونتفردي، ألفها سنة 1607. هذه الفترة الفاصلة بين القرنين السادس عشر والسابع عشر هي الحد الفاصل بين الموسيقى القديمة وموسيقى عصر الباروك، مثلما جرى عليه الاتفاق بين المهتمين بالموسيقى. استمد الموسيقون مواضيعهم من الدراما اليونانية، ولتخفيف الجو الدرامي عمدوا إلى تقديم فقرات كوميدية أو ساخرة خلال الاستراحات بين فصول الاوبرا. وكان جوفاني باتسيتا برغوليزي (عاش 26 سنة فقط) أول من وضع عملاً أوبرالي ترفيهيا منفصلا، وسرعان ما انفصلت الاوبرا الجادة (الدراما الموسيقية) عن الاوبرا الترفيهية (الكوميدية). هذا التمايز الذي بدأ في عصر الباروك المتأخر اضمحل لاحقاً، مع تنوع أغراض ومواضيع الاوبرا وتطورها كفن رفيع.احتلت الاوبرا الايطالية الصدارة على مر القرون، نقول ذلك من دون أن نبخس من قدر موسيقيي الامم الاخرى، فهناك الكثير من الروائع التي سطرها فرنسيون وروس وألمان وانكليز وغيرهم. لكن هؤلاء كانت عيونهم متجهة صوب إيطاليا، التي قصدها الكثيرون لينهلوا من علوم موسيقييها.و آريا "تلألأت النجوم" من الفصل الثالث لاوبرا جاكومو بوتشيني (1858-1924) الشهيرة توسكا. الأوبرا دراما تدور أحداثها في فترة حروب نابليون، محورها الحب والغيرة والتضحية بالذات والغواية وفي الختام الخديعة ثم الموت. أبطالها الرسام كافارادوسّي الذي يتهم بمساعدة أحد قناصل جمهورية روما الفاشلة على الهرب فيُحكم عليه بالاعدام، وحبيبته توسكا، ومدير الشرطة شاربيا الذي طمع في مفاتن توسكا التي تعده بجسدها مقابل إخلاء سبيل حبيبها بعد عملية إعدام صورية. يوافق شاربيا في خبث، لكن توسكا تقتله بطعنة سكين بعد أن حصلت من شاربيا على جواز المرور. شاربيا المخادع كان قد أعطى أمره بتنفيذ حكم الاعدام بالرصاص الحي. وفي الختام تنتحر توسكا بعد أن فقدت حبيبها. يغني الآريا التينور بلاسيدو دومينغو، وتتحدث عن كافارادوسّي قبيل أخذه للاعدام فيتذكر حبه لتوسكا بأسى بعد أن قربت نهاية حياته. أغنية من أروع آريات الأوبرا في التاريخ:

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram