خليل جليلمهما كانت هناك من محاولات أراد أصحابها لغرض او نية ان تؤطر خاتمة مشوار المنتخب الاولمبي في رحلة التصفيات المؤدية الى اولمبياد لندن بإطار المنتصر والخارج من معركة التصفيات بلون ابيض على الرغم من الوداع المرير لهذه الرحلة وبطريقة لم تصدق حتى الآن ،
فان منتخبنا الاولمبي كتب بيده نهايته المعتمة وليس بيد غيره، لقد ذهب بيد مَن تكفـّل بمسؤوليته واُسندت له مهمة ان يحافظ على مسؤولية رعاية هذا المنتخب الشاب.واذا كان جمهورنا الكروي قد ذاق قبل اسابيع عدة مرارة وداع منتخبه الاولمبي للتصفيات في ظل اخطاء ادارية وفنية يتحملها من يعرف نفسه جيداً ومن ارتضى ان يبقى فيها مهما كبرت حملة التبرعات المجانية التي انتخى اصحابها للدفاع عن مرتكبي هذه الاخطاء، فقد فتحت خاتمة منافسات المجموعة الآسيوية الثانية بوصول المنتخب الاماراتي الى نهائيات مسابقة كرة القدم في اولمبياد لندن باب الأوجاع مجدداً وجماهيرنا الكروية تتحسر على بطاقة التأهل التي كانت في متناولنا قبل ان نتبرع بها الى من استفاد منها وحقق حلمه بمساعدة منتخبنا الاولمبي!لا نريد ان نعود مرة ثانية الى مسيرة المنتخب الاولمبي في التصفيات التي وصف البعض خاتمتها بلون ابيض ولا نعرف على اي استناد خرجت هذه الافكار بقدر ما نعرف انها تستند على اُسس اخرى ضيقة لا تريد ان تلامس حدود مشاعر جماهيرنا الكروية وما خلفته انتكاسة الاولمبي من آثار في وضح النهار؟ ولسان حال اصحاب هذه المبادرات يقول انهم يربتون على اكتاف هذا او ذاك من اجل المصالح الضيقة لا من اجل المصالح الوطنية، فالمشوار كتبت نهايته ليس على يـد مدرب الامارات المجتهد مهدي علي او مدربي استراليا وأوزبكستان ، بل بأيدٍ اخرى يتوهم اصحابها بأنها خرجت من التصفيات بيضاء ، بل العكس.واذا كان الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي كان واضحاً في مسألة الإقرار بتحمل المسؤولية وهذا امر جيد يُحسب له لكن هذا لا يمنع لكي يكون الاتحاد اكثر وضوحاً في التعامل مع هذه القضية التي يتوهم ان كان يعتقد بأن النسيان سيطويها بسهولة، وان يضع مشاركتنا في تصفيات اولمبياد لندن على طاولة النقاش الجاد وليس على طاولة شخصية يتجاوز عليها من يتجاوز على حقوق الكرة العراقية وينبري للدفاع عن مرتكبي الاخطاء وتشخيصهم، لا يحتاج الى اية مشقة او عناء فالحقائق والتفاصيل واضحة لا يحجبها جدار او حاجز يحاول البعض ان يضعه بوجه الآخرين تحت ذرائع ومسميات ووجاهات لابد ان يلاحقها التاريخ ، بل سيظل يلاحقها.إذن ، تجربة مشاركتنا في التصفيات الاولمبية الاخيرة وخسارتنا فيها لبطاقة التأهل التي كنا نحن الإقرب لها ، لابد ان يعود مَن انبرى للتنديد بها مثلما جاء في بيان اللجنة الاولمبية العراقية وكذلك بيان وزارة الشباب والرياضة وبيان لا تقل حدته عن حدة هذين البيانين، هو بيان اتحاد الصحافة الرياضية حيث توعدت هذه الاطراف وهددت وتصورنا هذا التهديد سيزلزل الارض تحت اقدام كل مَن شارك في عملية اخراج المنتخب الاولمبي من مسيرة التصفيات وبطريقة اخذ الكل يتندر فيها علينا ويستخف بما وصل اليه حال الكرة العراقية.لسبب واحد وواضح احتفظ به لنفسي ، اعتقد بشكل مطلق وليس نسبياً ، أن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود بات اكثر قناعة واكثر جدية بأن المنتخب الاولمبي بحاجة الآن وكما في وقت سابق ايضا الى ثورة كبيرة في أركانه ، وكان الرجل يمتلك ادوات هذا التغيير لكنه لم يمتلك ما يجعل مَن أخطأ بحق الاولمبي ان يدفع هو ثمن الخطأ وليس ناجح وحده او مَن وقع ضحية هذا الامر ، فالمخطئون كـُثر والضحايا أقل.ومع الخاتمة القاتمة والمظلمة لرحلة منتخبنا الاولمبي اُريد ان تكون خاتمة زاويتنا بهذه الحكاية القصيرة جداً.أحد العاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم لا يزال يؤكد بأن الاتحاد ينتظر رد محكمة (كاس) بخصوص استئناف قرار عقوبة (فيفا) لنا ويبدو ان صاحبنا لم يعرف حتى الآن أن التصفيات انتهت والإمارات تأهلت الى لندن!
وجهة نظر: خاتمة من دون لون وطعم
نشر في: 16 مارس, 2012: 07:01 م