TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العراقية تلبس الطربوش

العراقية تلبس الطربوش

نشر في: 16 مارس, 2012: 08:04 م

ساطع راجيلا تترك القائمة العراقية اتهاما يوجهه لها خصومها الا وسارعت لاثباته مهما كلفها الامر من مشقة، وهذا هو حالها منذ سنوات بطريقة تثير الاستغراب وهو ما وصل مؤخرا الى درجة الاثارة عندما بدأ قادة العراقية رحلاتهم المتلاحقة واحدا بعد آخر الى تركيا بوقت توترت فيه علاقة خصمهم رئيس الوزراء نوري المالكي مع الزعماء الاتراك وكأنهم يريدون أن يثبتوا كل ما يقوله اعضاء دولة القانون عن ارتباط العراقية بتركيا وخضوعها لتوجهات السياسة التركية فضلا عن دور العراقية في توتير العلاقات العراقية التركية ودعوة أنقرة للتدخل في الشأن العراقي.
لسنوات قدم زعماء العراقية في نسختيها القديمة والجديدة أنفسهم على انهم الممسكون بمفاتيح علاقات العراق بمحيطه العربي وفعلوا كل شيء لاثبات الاتهامات التي توجه لهم بتنفيذ مخططات اقليمية ونقل صورة مغلوطة ومشوهة عما يجري في العراق ودفع عواصم دول المنطقة لاتخاذ مواقف معادية للعراق تصل الى دعم الارهاب تحت شعارات طائفية، ولو إن خصوم العراقية بذلوا كل مالديهم من إمكانيات للاساءة للقائمة العراقية لما تمكنوا من تحقيق النتائج التي ينجزها قادة القائمة ضد قائمتهم تحت عنوان العلاقة بالدول الاخرى.منذ أشهر وقادة العراقية يتوافدون على قصور أنقرة وإسطنبول ويحظون باستقبالات مهيبة وتغطية اعلامية لافتة ويلتقون بالزعماء الاتراك وفي موازاة ذلك يخسرون مواقع في السلطة وتبدو القائمة غير قادرة على اتخاذ مواقف متماسكة الى درجة انتاج نظرية جديدة في السياسة حيث لا معنى بعد الان للحصول على اكبر عدد من الاصوات أو المقاعد في البرلمان ولا معنى حتى للحصول على مواقع سلطوية مادامت تلك المواقع لاتحمي شاغليها ولا تسمح لهم بالمشاركة في صنع القرار ولا تتيح لهم معرفة ما يجري من بين أيديهم أو من خلفهم كما يقول قادة العراقية أنفسهم.قال الدكتور اياد علاوي مؤخرا في حديث لقناة سي أن أن خلال زيارته لتركيا ان "تركيا لا تتدخل في شؤون العراق الداخلية بل ايران هي التي تتدخل" لكن الدكتور علاوي يعرف جيدا إن تركيا وايران تتدخلان في الشأن العراقي وان تدخل الدولتين يتجاوز التسطيح الطائفي الساذج فلكل من الدولتين أذرعه ونوافذه وابوابه المفتوحة على الشأن العراقي بشتى مسميات مكوناته وان جزءا مهما من ذلك التدخل يحصل بفعل رغبة وتحريض الفرقاء العراقيين، ومع ذلك كان يمكن لتصريح الدكتور علاوي أن يمر بسهولة لولا أن وزير الثقافة وزير الدفاع وكالة الدكتور سعدون الدليمي قال لصحيفة الوطن السعودية "إن الوجود التركي في العراق أكثر من الوجود الإيراني" وكان تصريح الدليمي متزامنا تقريبا مع تصريح علاوي، والدكتور سعدون الدليمي عضو في تحالف الوسط المنضوي في العراقية التي يقودها علاوي، فكيف يصدر تشخيصان مختلفان من نفس الكتلة رغم ان تصريح الدليمي يبدو اكثر واقعية فهو يقر بوجود التدخلين، فكيف تنتج كتلة واحدة تشخيصات متناقضة مهما قيل عن توصيف علاقة  الدليمي بكتلة العراقية.لسنوات ارتدت العراقية "الغترة والعقال" ودافعت عن الهوية العربية للعراق انطلاقا من قصور زعماء الدول العربية الذين غاب بعضهم عن تلك القصور الآن دون أن تحقق العراقية من جولاتها الاقليمية مكسبا حقيقيا لجماهيرها بل تعرضت تلك الجماهير والقواعد الشعبية للأذى بسبب جولات السياحة السياسية والاعلامية تلك، ومع ذلك كان يمكن تقبل شعار "الهوية العربية" الذي قصد به مواجهة النفوذ الإيراني في العراق وكان مفهوما "سياسيا لا غير" آنذاك رغبة العراقية وحاجتها لدعم عربي ربما للحفاظ على توازن القوى في العراق لكن قادة وأعضاء العراقية يقولون اليوم ان النفوذ الايراني اصبح أقوى ما يعني إن سياستهم لم تحقق نتيجة ما بل ربما أدت الى العكس باثارة حفيظة ايران التي وضعت ثقلها الى جانب خصوم العراقية، التي ارتدت اليوم الطربوش التركي دون أن تتحسب إن ذلك يعني قبولها علنا وبتصميم خطير دخولها الى خنادق المواجهة الطائفية بين ايران وتركيا، ورغم ان طبيعة الخلاف بين الدولتين ليس طائفيا لكن لا يمكن خوضه في العراق الا على أساس الاصطفافات الطائفية.الوجهة الجديدة لقادة العراقية لن تنفع جمهور العراقية ولا العملية السياسية في العراق التي تفتقر الى توازنات الحكومة والمعارضة القويتين، بل ان خصوم العراقية سيحصلون على مزيد من الدعم وعلى مزيد من الفرص في مواجهتهم مع العراقية التي وفرت بنفسها تلك الفرص لخصومها.الدعم الخارجي والاصطفافات الاقليمية قد تنفع كأدوات في اللعبة السياسية المشوهة الدائرة في البلاد لكنها آخر الادوات المؤثرة في هذه اللعبة وتفقد قيمتها تماما بالنسبة للكتل المشتتة التي يسعى كل واحد من كياناتها لتحقيق اهدافه الخاصة.نواب العراقية حصلوا على لقب "الاكثر غيابا" وفي مقدمتهم زعيمهم ويمكنهم أيضا الحصول على لقب "الاكثر تصريحا" و"الاكثر ظهورا إعلاميا" و"الاكثر انشقاقا" و"الأكثر كيانات" وهي ألقاب يرحب بها خصوم العراقية ولكنها لاتقلق قادة العراقية فالاحتقان المسيطر على البلاد سيحفظ لهم ناخبيهم حتى لو لبسوا الطربوش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram